"الآلة التي تجلب السعادة وتفرق السعداء"







الأديب/  عادل الأرياني/  يكتب

 "الآلة التي تجلب السعادة وتفرق السعداء"

بفترة وجيزة اتقنت التنقل بين الحروف المنقوشة على ازرار الآلة الثمينة التي اهداها زوجها ..

كان لهذه الازرار رغم برودتها القدرة على بعث حرارة الوجد ولهب الشوق ونيران اللهفة..

 وفي غياب زوجها اخذت تبحث عن السعادة عبر الأثير وبواسطة الازرار ..

استعارت اسماءا عديدة وارسلت مئات الطلبات والصور للتعارف

ومئات الغمزات والهمسات الى الفضاء الازرق..

في البداية لم تلقى تجاوبا فقد ظنها البعض رجلا متخفيا تحت اسم امرأة وذلك لجرإءتها كما ظنها آخرون مجنونة لتهورها..

وفي الأخير غمزت السنارة وتلقت أول باقة ورد تلتها رسومات قلوب نابضة ثم اعجابات وكلمات مسروقة من كتب العشق والغرام..

عاد زوجها من سفريته وقد تملكها الفضاءالأزرق حتى صارت الآلة لاتفارقها..

عقدامن الزمن مر على زواجهما السعيد انجبا خلاله ثلاثة بنات بجمال امهما..

اليوم صباحا رنت الآلة معلنة قدوم رسالة طالما انتظرتها وجاء فيها :

- تعالي لنكتمل ..أنا بانتظارك

فغادرت المنزل مسرعة الى الفضاء الأزرق..

عادل الارياني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع