حب في زمن الكورونا
الأديبة / فاتن ميخائيل / تكتب
قصة قصيرة
حب في زمن الكورونا
.....................
حين رآها دق هاتف القلب فجاة.. بعد ما كان في سبات عميق.،.
-هو ...لم يألف هذا الموضوع
ولم يكن في حساباتهِ يوما
-هو ...رجل عملي وواقعي
والحب وهم وسراب وكذبة
يصدقها اصحاب القلوب الرقيقه
اما هو فقوي .. مكابر
ومغوار
هذا ما كان يعتقده.... حين جلس يراقب ما يدور في العالم من اخبار عبر التلفاز
استخف بخبر وباء الكورونا وما يدور على مسامعهِ عنه
هذا هراء من قال ان الاخبار دوما تنقل لنا بصورة صحيحة دون تزييف او ترويع او تهويل..
-أوه...كم مزعج أن أراقب تلك السخافات وأضيع وقتي هباء
حسنا لأشاهد فيلما يجعلني انسى تعبي وهمي اليومي.،،
دق جرس الباب...
من أنتِ؟؟ ولمَ جئتني بهذا الوقت ؟
الأ ترين كم الساعة الآن؟
حسنا قولي بسرعة تكلمي لماذا أنتِ
هنا ؟
أنا لا اعرفكِ
من أنتِ؟؟
هي. سيدي دعني أتكلم دعني أبرر
انا ..جارتك الجديدة ولا اعرف أحد هنا
أشعر بآلمٍ رهيب في راسي ولا اعرف كيف اتصرف وإلى أين اذهب...
هذا أول يوم لي بهذه المدينة
ارجوك ساعدني فانا موجوعة جدا... أحس باختناق ودوار شديد
آه .. آه
(تكومتْ على عتبة بابه ما من حراك)تسمر في مكانهِ ، ياالله ماهذا...؟؟
من هذه... ومن أين جاءني هذا البلاء؟
كيف سأتصرف فانا متعب
مجهد... حسنا لا يوجد وقت للتفكير
فالاسرع بأخذها لأقرب مشفى...
يا آلهي ما هذه المصيبة ...
(ركض بها حاملا إياها كأنه يحمل جروا صغيرا
واسرع بسيارته منطلقا)... والضجر يكتسح ملامحه
يا آلهي ... ما هذا ؟؟
وصل إلى المشفى واذا بالمسعفين يقفون صفا واحدا
أنه زمن الكورونا يا سيدي..
هل كنت متأهب ؟؟
هل تعرف عنه شيئا ؟
وقف مذهولاً صامتا
ما هذا ؟؟وكيف ؟؟
لا ...لا اعلم أي شيء
-المسعفين- أن الفتاة مصابه به وهي في حالة غير مستقره وخطره
وأنت ايضا يجب أن تخضع لكافة الفحوصات فلربما أصبت به بما أنك حملتها ...
وعند اجراء كافة الفحوصات عليه تبين... أنه قد أصيب هو آلاخر
-نعم يا سيد انت ايضا في الحجر الصحي . لا تخف كل شيء سيكون على ما يرام فقط كن صبورا وقويا ما هي إلا ايّام لتتخطي هذه الأزمة
...
-وقف متجهما أنا؟؟
كورونا؟؟
وباء ؟؟
وفتاة مصابه ؟؟
وحجر صحي؟؟
اني أعيش كابوسا حقيقيا يا ربي كيف تغيرت الأمور بين ساعة وأخرى ..،،
انا حامل وباء؟
هل ساموت؟
ومن تلك الفتاة وكيف ساقتها الأقدار الي ؟؟
مضت ايّام وهما في المحجر الصحي
كان يطمئن عليها وهي تسأل عنه
وبعد اسبوعين ألتقيا في غرفة الطبيب ... تقدمت اليه
وشكرته عما فعله معها لأنقاذها في الوقت المناسب
-ابتسم لها وقال :-هذا اقل واجب يا سيدتي
قاطعته قائلة آنسة ياسيدي آنسة...
أنا اعمل في حقل الإعلام جئت لأخذ دورة تقويه في هذه البلدة وأصابني ما اصاب
فعلا أنها صدفة لا اعلم إن كانت سيئة أم جيدة بالنسبة لي فانا اؤمن بالأقدار وكيف تسوقنا اليها دون ان ندري
وقف ينظر في وجهها مطولاً وجذبه حلو حديثها وأسلوبها... لباقتها وحركاتها الطفوليه.،.
لا يعرف ماذا يجيب .. تلعثم قليلا ..
ثم أردف قائلا:- فرصة سعيده أن التقي بك
وما هي إلايام وسنغادر هذا المشفى.،، حمداً لله على كل حال...
وخلال هذان اليومان كان يفكر بها كثيرا وبشكل جدي
..
-ما الذي يجذبني اليها!!!
فهي جميلة لكن ليست بساحرة
ربما حلو حديثها او ربما براءتها وتصرفاتها الطفوليه!!
لا اعلم... لا اعلم
ها هي كل يوم تزداد جمالاً في قلبي ... مالي افكر بها انا
لا اريد أن ادخل بعلاقات حب
ولا اهتم لأمر امرأةٍ
لكن ...ما هذه الكورونا التي أصابتني ؟
انها غيرتني .،
انا ما كنت لأعشق
لكني عشقتُها
عشقتها
في زمن
الكورونا ....
انتهت......
فاتن ميخائيل
تعليقات
إرسال تعليق