نار ودخان



 قصة قصيرة ~ نار ودخان

الكاتب ~  عبد الوهاب ناجي ناجي ~ يكتب.

~~~~~~~~~~~~~~~

نار ودخان

عاد شحطور إلى المنزل حاملا على كاهله بؤس الدنيا، ، فلا رشوة قُبضتْ، ولا نصبة توفرتْ، ولا إكرامية مُنِحتْ. 

 كانت الزوجة وابنتها، قد أعدّتا المنزل لسهرة سعيدة، اظفأتا أنوار الكهرباء، وأشعلتا الشموع وفانوس الجاز، وارتدت الزوج ملابسها المثيرة للعين، المنبهة للعواطف، ولبست الفتاة حلة بهية، وبخرتا المنزل بالعودة والند، وأغاني فيروز تسحب مستمعيها الى علياء السماوات، لكنه لم ير شيئا من ذلك، فرض تجهمه على المنزل، وأسكت أغاني المسجل، وانعزل في الظلام، فتحول المنزل إلى مقبرة، يسودها الصمت الكئيب.

اتفقت الأم وابنتها على إفتعال  خلاف بينهما، قد يفك أساريره، دخلت الفتاة شاكية أمها، إستوى  في جلسته ونادى زوجه،  دخلت  وبيدها الفانوس المضاء، فوجّه لها صفعة افقدتها توازنها، فسقط الفانوس على الأرض، ساح منه الجاز المشتعل، ردت الأم صفعتها، كبرت في عقله، فوجه مسدسه، والدخان الأسود قد حام حولهم، فضاقت النفوس، ودمعت العيون، وقفت الفتاة أمام أمها لمنع والدها من إستخدام المسدس، لكن الرصاصة كانت قد انطلقت، فسقطت الفتاة، والنار قد أتت على المجالس القطنية والستائر، فاحترق المنزل بما فيه. 

عبدالوهاب ناجي ناجي

سبتمبر 2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع