شتاء حب







الأديبة / سوزان علو / تكتب

 شتاء حب

إنه كانون.. عاشقين كنا في شوراع الحرب..الطريق بين ساحة الجامعة حتى شارع الزهور في السريان الجديدة قررنا أن نسير تلك المسافة وقتها في ضيافة المطر...ترى ماذا ستقول.. ؟هل ستحدثني عن يومك كعادك؟ وتخبرني عن أصدقائك كعادك؟.... شيئ ما أخافني... أعود لأتذكر أني في مدينة اعتادت الخوف في وطن يكاد يكون أجمل كلما تألم ...رائحة المطر امتزجت مع رائحة البارود ...أصوات سيارات مسرعة وهي تسابق الزمن، تحاول البحث عن حياة مثلنا ،تنهض من تحت الركام لتقول ربما غدا أجمل..أناس يهربون من المطر في مدينة تفتقر لقطرة ماء ....قلت لي :ليتنا نعلم ماسيحمله العام الجديد لنا..وصمت.

طالما كنت صادقا معي لماذا اليوم التناقض بين حديث عينيك وحديث لسانك...أظن أنه لن يكون حدثا سيئا بقدر الأحداث التي تحدث حولنا...

أكلمت قائلا:اقترب موعد سفري سأرحل الأسبوع القادم ولكننا سنبقى معا

كان كلامك مبكيا قلبي داميا روحي

كنت أشعر أن موعد الرحيل يقترب وخاصة بعد تخرجك .. كنت أحاول التمسك بكل لقاء ونحن معا....أحاول أن أجعل المطر معك أجمل... أحاول أن أجعل هذه المدينة وهي على حافة الهاوية عروسا تعشق الحياة أكثر..علمت حينها أني سأنزح منك ياوطن ....لكن نزوحنا من الأوطان يزيد عشقنا لها ..بالتأكيد سنبقى معا...ماكان هناك داع لتقول هذه العبارة لي...

سوزان علو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع