تبني



 قصة ~ تبني 

الكاتب ~ قحطان عدنان السوداني ~ يكتب..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تبني

تركت ورائي ثكالى يبكون، وانا أتوجه لحديقة

منزلي مشيعا ، لأحفر له قبر متخذا دور الدفان ،ولم اكن

باقل منهم حزنا.. جهزت كل مستلزمات  مواراته

الثرى بين شجرتي ورد.. اودعته لمثواه الاخير

واهلت التراب.. درت عيناي بالدموع مستذكرا صورهِ. في عام من الافراح وهو بيننا، تبنيناه ليبعث في البيت روحا مبددا وحشة الهدوء الذي

كان يعذبني وزوجتي بعدما كبروا الاولاد وصاروا

كلا في عالمه يختلي.. عادت الحياة لمنزلي وهو يكبر بيننا متناقلين اخبار ما يفعل فرحين باستجابته لنا وهو يتنقل من يد ليد حاطا على

اكتافنا يشقشق، حتى بات يعرفنا، ناطقا بأسماء بعضنا، موكرا على من كان يغفو وكأنه لايريد له ان ينام.. لا اعرف هل كان يبغي ان نزداد به تعلقا!؟ ، ام يعرف ان عمره قصير ولا يريد أن يضيع منه وقتا لذا  صار يوقظ من كان نائم  ويناغي من كان مشغولا عنه.

ايام مرت ولم يكن بالحسبان ان الفراق سيكون ويد المنون ستناله. بعد دفنه بأسبوع، سمعت

زوجتي تجهش بالبكاء وهي تمسك ريشة من بقايا جناحه...بادرت بوضعها في إطار للصور، ووشحت اعلاه بشريط اسود. 


قحطان عدنان السوداني

العراق بغداد


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع