*** ست الحسن والشاطر حسن ***







 الأديبة/ رومي الريس  / تكتب 

ست الحسن والشاطر حسن 


 بقلمي رومي الريس
بعنوان/ ست الحسن والشاطر حسن 
كعادتها كل صباح ومع شروق شمس اليوم الجديد
تستيقظ العمة لطيفة
لتملأ دلوها بالماء
فتحت الصنبور ضعيفة ومرتعشة وقد برزت أوردتها و شرايينها 
ذات الخطوط الحمراء و الزرقاء 
تدفقت المياه بقوة
ومع هديرها 
سرحت بخيالها
وتذكرت وقتا كانت في مقتبل حياتها كزهرة جميلة في فصل الربيع 
تتمتع بجمال أخاذ 
وقوام ممشوق
كانت بحق أجمل فتاة في القرية 
يطاردها شباب القرية
و يتنافسون في سباق محموم لخطب ودها ولفت نظرها دون جدوى 
لقد تجاهلهم جميعاً 
إلا حسن
لقد كان هو الشاب الوحيد الذي خطف قلبها وفاز بحبها وتزوجت ست الحسن من الشاطر حسن و أنجبا البنين والبنات 
وفي البداية مر زواجهما بعواصف وتقلبات 
كثيرة
كانت كفيلة بالقضاء على
حبهما لكنهما صمدا
ووقفا بقوة بوجه الرياح
لكن ذات يوم حزين
سافر حسن لبلاد بعيدة
من أجل لقمة العيش
بعد أن رزقا بعدد كبير من الأبناء 
لكن انقطعت أخباره عنها 
ولم تعرف ما مصيره ؟
هل مات ؟ أم لا يزال على قيد الحياة ؟ وإن كان على قيد الحياة لماذا لم يعد ؟
ومرت سنوات طويلة
وعاد كل مغترب لأرض الوطن 
إلا هو
غاب إلى غير رجعة
 و ذبلت لطيفة بمرور السنوات مثل زهرة جفت أوراقها وأصبحت هشيما تذره الرياح 
امتلأ الدلو وفاض ماؤه
حتى انسكب على الأرض
حينها أفاقت من شرودها
ونظرت إلى صورتها المنعكسة على صفحة الماء
وقد تساقط شعرها و كساه اللون الأبيض مثلما تكسو الثلوج قمم الجبال 
وترك الزمن بصمته على وجهها الذي امتلأ بالخطوط العميقة والتجاعيد 
وقد احدودب ظهرها 
فانحدرت الدموع الساخنة على وجهها 

ثم حملت دلوها بشق الأنفس ومضت في طريقها تجر أذيال الخيبة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع