حسنا كما تريد
قصة ~ حسنا كما تريد
الكاتب ~ عبد القادر صالح ~ يكتب...
~~~~~~~~~~~~~~~
حسنا كما تريد، لتفعل ما تشاء، كانت كلماتها دافئة ولكنها كانت تخرج من روح أصابها ما يشبه الحريق وبذات الوقت لم يكن أمامها إلا تكذيب إحساسها و مشاعرها التي كانت دائما جياشة ،هكذا عاشت حياتها، لها قلب كبير مفعم بالمودة والمحبة ولكنها حتى الآن لم تعلم لم يحصل معها ذلك ؟ هل هو عقاب ياترى أم هو إبتلاء من الله
لتحمده وتشكره .
كان يشعر بما تعاني منه ومدى الإحباط الذي
أصابها من جراء تغير معاملته معها ولكنه بات تحت ضغط رهيب من المحيط الذي لم يرحمه
لم يعد باستطاعته أن يتبع مشاعره وينتصر لقلبه المرهف ،أراد لها حياة تسرها وتغرقها بالسعادة تسودها المحبة والحنان .
كانت تجد له الأعذار وأحيانا تجامله وتتجمل له
عسى ولعل تصفو نفسه المضطربة كموج البحر وتتساءل ماذا جرى لمستقبل رسمنا عتباته ليال طوال و تأملنا خيرا لا يبارحنا
أطلقت تنهيدة وذرفت العين دمعها على قسوة
روح ،لم تعد تلهمها الكلمات فأقسى ما توقعته
كان يسيرا أمام واقع جلب إليها الحزن وأدمى
روحها وأجفل من سكناتها ،تذرعت بالصبر فنال
منه شوكه لا صبره .
لم يعد أمامه سوى المضي بلا وجهة أوهدف لعله يصيب ما ينقذه من الوهن وتلك البلادة التي سيطرت عليه حتى زاره الإكتئاب من كثرة ما سمع وشاهد ، واقع مر وأيام قاحلة ، و أيقن في قرارة نفسه المتعبة
أن الدنيا أمست ضيقة عليه ،فهي على الرغم من اتساعها وكثرة سكانها لم تعد تشعره سوى
بالوحدة التي تسكن أنفاسه، التي تتبعثر في جو مشحون بالأنانية وحب الذات.
كانت تعيش وهي أبعد ماتكون عن حياة تلهم
أو أيام تهبها الغبطة ،كثيرا ما كانت تتمنى ذلك البوح الداخلي أن يسكن أفكارها ويتعشق مع مكونات الجسد النحيل، فقد تحول جمالها إلى نقمة عليها، فكل من يشاهدها يحسدها على نعمة الجمال وهي تعلم أن روحا تغادرها السعادة أي جمال يعوضها .
عاد من جديد ليدخل عالمها الخفي ،حاول مرة تلو المرةسرا وجهارا ، أن يرسل إليها يخبرها عن هجرة جديدة إلى عالمها السحري الذي بات يشتاق إليه ،كان يشعر بذلك الباب الذي لم توصده، كان مواربا ،فكيف لأصيل أن يقطع،يمضي بالقسوة ولا يرحم، عزف لحن العودة وتحدثت القلوب حديثها ،أعلنت انتصارها ونامت العيون على أمل جديد بيوم آخر وليس أخير .
يوم آخر .
عبد القادر صالح .
تعليقات
إرسال تعليق