حذاء قديم



 قصة ~ حذاء قديم 

الكاتب ~د. صبري غانم ~ يكتب...

~~~~~~~~~~~~~~

حذاء قديم

- سيمتص رحيق حياتك حتى تذبلي ثم ينطلق يبحث عن أخرى 

* لكني أحبه 

- الحب إما أن  تقتليه أو يقتلك 

أضع يدي على وجهي و أبكي : رحمك الله يا أبي كأنك كنت ترى المستقبل 

فأنا الآن ذابلة و جف رحيقي و هو ينطلق إلى زهرة أخرى. 


يمد يده يخرج كارت البنك الذي يخصني من محفظته و يقول :  غدا سينزل الراتب ؛ الدنيا غليت جدا ؛ آسف يا حبيبتي سنؤجل شراء الغسالة الاتوماتيك إلى السنة القادمة.  

أتمتم : ألا تستحيّ ؟ أليست القوامة للرجل بما أنفق ؟ 

كيف كنت أرى تلك الكتلة العفنة من اللحم البشري جميلة ؟ 

ماذا بداخل هذا الرأس ؟ أبتسم ابتسامة باهتة ربما فردة حذاء من النوع القديم 

أين كان عقلي عندما اخترته ضد رغبة أهلي ؟ 


لكم أود أن أهشم هذا الرأس لأرى الحذاء القديم

لم أعد أرى سوى فردة الحذاء القديمة الممزقة التي تحتاج إلى ضربات قوية بيد الهون 

لم أتمالك نفسي و أنا أرفع يد الهون و أنزل بها على رأسه.


جلست على الأريكة الهزازة  و أشعلت سيجارة و نفثت الدخان بعمق و أنا أنظر إلى الرأس الفارغة أمامي 

و عبارة أبي الخالدة تردد بداخلي

الحب إما أن تقتليه أو يقتلك.

د صبري غانم 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع