كوفية



 قصة ~ كوفية

الكاتبة ~ زينة الغول ~ تكتب..

~~~~~~~~~~~~~~

كوفية

- هل آوجعتك قصتي؟

قالها وخبأ وجهه بين يديه. مددت يدي ومسحت  رأسه بها، ثم فككت أسر وجهه. حاول مقاومتي، لم يشأ أن أرى عينيه المغرورقتين بالدموع. لم يرد أن أراه في لحظات ضعفه. حدق بعيدا . 

من جسده المتقوقع، من نظره الساهم، من شحوبه البارز، أدركت أنه على شفير الحياة… 

احترت كيف انتشله من اليأس الذي يعتريه. جاءتني فكرة، عدت إلى سيارتي وأحضرت الكوفية التي خبأتها في الصندوق الأمامي… 

دثرته بها ، رفع طرفها ولثمه، تنسم رائحة الأرض الممزوجة بأولى حبات المطر،شم رائحة الزعتر  والزيت ، سمع صوت الأمواج الهادرة… 

تدفق الدم إلى شرايينه، تنهد بعمق وقام مستندا على إحدى يديه:

- لن ينجحوا في مصادرة أرضنا، لن ينجحوا في مصادرة حرياتنا…

لن يدفوننا ونحن أحياء… الموت أشرف لنا…

وسمعته يرتل أبيات المتنبي  وهو يعرج: 

فطعم الموت في أمر حقير    كطعم الموت في أمر عظيم… 

التقط حجارة وهم بالرحيل، وعندما سألته عن وجهته أجابني: 

- نحن أصحاب الأرض، نحن أصحاب الأرض…

زينة الغول.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع