أنا والمصباح السحري..!
قصة ~ أنا والمصباح السحري..!
الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب...
«««««««««««««««««««««
أنا والمصباح السحري..!
تساءلت:
لماذا يتجاهلني العفريت
رغم ما قدمته له من حرية بعد زمن من السجن قدر بمئات السنين؟!
كان المصباح أمامي بلونه البرونزي ، وشكله غير المعتاد ،فكل مامر علي في حياتي من أشكال لا يجعلني أجد له مثيلا ..!
الفانوس أبو شمعة، والفانوس الكهربائي ، وحتى الفانوس الصيني الذي يردد الأغاني المصرية الفولكلورية
يبتعد كثيرا عن شكله ، سميته فانوسا
رغم ذلك التباين الشديد لسبب وحيد
أنني حين مسحته خرج العفريت ..!
لم أشعر بالرهبة،ولم يجتاحني الخوف
رغم الدخان الكثيف الذي صاحب خروجه ،وكان لدي ثبات غير عادي
جعلني أنتظر حتى ينهي طقوسه وينطق كلماته التي قرأتها في كتاب الأساطير ،وسمعتها في حكايات جدتي
كنت أردد معه الكلمات بطريقة تهكمية
شبيك لبيك عبدك وملك ايديك ، وجدت
رد فعله حزينا حتى أنه جلس بجسده
العملاق بجانبي ووضع رأسه بين فخذيه ،وسمعت بكاءه هادرا مخيفا
قلت في نفسي :
لقد أجرمت في حقه ، وتهكمت عليه
ونلت من روحه المعنوية ،وربما سربت
إليه شعورا بعدم قناعتي بقوته وقدرته
غير المحدودة ..
اقتربت منه ونظرت لتفصيلات جسده
الفارع ،وكنت أشبه بقزم من أقزام فتاة
الثلج ، مد يده العملاقة ،وطلب مني الصعود فوقها ،وظننت لوهلة أنه ربما
يطبقها فوق جسدي ليقتلني دون تردد
ولكني طردت هذا الهاجس العرضي
لأني أدرك أنه يقدر معروفي بإخراجه
من الفانوس ..!
كنت أتحرك فوق كفه وأتفحص أصابعه
وأتجول بصورة أمتعتني، نظرت إلى أعلى فتلاقت عيوني مع عيونه العملاقة
وجدتها تهدأ بعد شرر كانت تقذفه منذ
لحظات ،وبدت مثل عيوننا ،هالني جمالها بعد أن تحولت للون الأخضر
ولمحت رومانسيتها الغريبة ، نوع من الحب أعرفه جيدا ، جال بصري لأعلى
تفحصت الجبهة ،والرأس ، وكان ذهولي
حين انسدل الشعر الذهبي بخصلاته
الناعمة ،تسلقت من خلالها حتى بلغت
فضاء ذلك الرأس العملاق ،وتجولت
بحرية ،وشعرت بحرارة محببة ودفء
افتقدته منذ زمن ، صديقي تركني أفعل
ما أريد حتى قررت العودة إلى كفه في رحلة بدت مشوقة ،وحين وصلت لصفحة اليد تلاقت عيوننا ،وتعجبت
أنني وهو نشعر نفس الإحساس ، والطمأنينة ،وربما العاطفة ..!
صوته الناعم أدهشني ولغته الغريبة حالت بين فك طلاسم العبارات وكأن
قاموسه لا يعرف سوى بعض الكلمات التي تلبي حاجتي في التحرك والحصول على احتياجاتي من الطعام
والشراب والعملة النقدية ..!
قال العفريت :
ابتعد حتى تراني بصورتي الكاملة
وحين وصلت لمسافة تتيح رؤية العملاق هالني صورة عروس غاية
في الجمال ..ناعمة الكلمات ..بارعة
حين ترقص وتتغنج كأجمل أنثى
أصابنى الموقف بعدم القدرة على الكلام
وهي تصرح برغبة الحب الرومانسي
وكأن الإجابة عن سؤالي تجلت في فروق لا أستطيع أنا أو هي تلافيها
قالت:
أحبك ، وقلت : أحبك ..!
حينها أغمضت عيني ، وهمت في فضاء
لا أعلم مداه ،وحين فتحت عيني لم أجد العفريت بينما ظل الفانوس في مكانه ، ربما يعود عفريتي ويحقق أملي.
عادل عبد الله تهامي السيد علي
مصر
تعليقات
إرسال تعليق