حذاء الوالي

ق.ق ~ حذاء الوالي الكاتب ~ بشير علالي ~ يكتب... ««««««««««««««««««« حذاء الوالي كان في سالف الزمان بلدة تُدعى "الواصلة"، وسميت كذلك لأنها لا تصل شيئًا بشيء، فلا الطرق تفضي إلى نهايات، ولا الأشغال تُنجز، ولا الأقوال تُترجم إلى أفعال. وفي هذه البلدة، اجتمع الناس ذات يوم على أمرهم فقالوا: "نريد من يقودنا، من يسير بنا إلى الرخاء، من يعرف الدرب ويُحسن الخطى." فما كان من اميرهم إلا أن عيَّن ابن خال صهره من الرضاعة، رجل يُدعى دحلان الكسلان، لم يُعرف له ماضٍ في الحِكمة، ولا أثر في الفِطنة، إلا أنه ذات يوم لبس حذاء الوالي السابق بعد ان أعجبه. كان الحذاء جلديًا فخمًا، صُنع لأقدام عظيمة، تمشي فتشق الأرض، ولكن قدم دحلان كانت ضئيلة، لا تملأ نصفه. ومع هذا، أصر أن ينتعله، يخرج به في الناس، ويمشي في الإدارات والدوائر والقرارات. ولكن ما إن خطا خطوة، حتى تعثر، وما إن تعثر حتى عرقل غيره، وما إن عرقلهم حتى توقف السير كله. فأراد العمال حفر قناة ماء، فإذا به يصدر قرارًا بإعادة دراسة المشروع لأن الحذاء انزلق في الطين. وأراد المعلمون بناء مدرسة، فإذا به يطلب تقريرًا من سبع لجان، لأن الح...