المشاركات

حذاء الوالي

صورة
  ق.ق ~ حذاء الوالي  الكاتب ~ بشير علالي ~ يكتب... ««««««««««««««««««« حذاء الوالي كان في سالف الزمان بلدة تُدعى "الواصلة"، وسميت كذلك لأنها لا تصل شيئًا بشيء، فلا الطرق تفضي إلى نهايات، ولا الأشغال تُنجز، ولا الأقوال تُترجم إلى أفعال. وفي هذه البلدة، اجتمع الناس ذات يوم على أمرهم فقالوا: "نريد من يقودنا، من يسير بنا إلى الرخاء، من يعرف الدرب ويُحسن الخطى." فما كان من اميرهم إلا أن عيَّن ابن خال صهره من الرضاعة، رجل يُدعى دحلان الكسلان، لم يُعرف له ماضٍ في الحِكمة، ولا أثر في الفِطنة، إلا أنه ذات يوم لبس حذاء الوالي السابق بعد ان أعجبه. كان الحذاء جلديًا فخمًا، صُنع لأقدام عظيمة، تمشي فتشق الأرض، ولكن قدم دحلان كانت ضئيلة، لا تملأ نصفه. ومع هذا، أصر أن ينتعله، يخرج به في الناس، ويمشي في الإدارات والدوائر والقرارات. ولكن ما إن خطا خطوة، حتى تعثر، وما إن تعثر حتى عرقل غيره، وما إن عرقلهم حتى توقف السير كله. فأراد العمال حفر قناة ماء، فإذا به يصدر قرارًا بإعادة دراسة المشروع لأن الحذاء انزلق في الطين. وأراد المعلمون بناء مدرسة، فإذا به يطلب تقريرًا من سبع لجان، لأن الح...

وَمَضَ

صورة
 ق.ق ~ وَمَضَ  الكاتب ~ أمجد محمد علي ~ يكتب. . ««««««««««««««««««««« وَمَضَ لمعَ الضوءُ فظننتهُ دفئًا  ابتسامةٌ خاطفةٌ من شابٍ غريب كانت كافية لتغزل منها حلماً. عادت تخبر صديقتها، فثارت الأخيرة، تصفهم بالذئاب وتتهمهم بالخداع. لكن شيئاً ما في عينيها يومها كشف غيرةً لا اعترافاً. تركت صديقتها واتبعت قلبها، تصطنع الصدف، تمرّ من الطريق ذاته فقط لتلمح ابتسامته من جديد. وفي كل مرة يبتسم، كانت تغرق أكثر... بلا كلمة، بلا صوت، فقط نظراتٌ تغزل الوهم. وذات صباح، ابتسم ابتسامةً أوسع من المعتاد... فظنتها اعترافاً، وظنت أن الحكاية بدأت أخيراً. لكن خلف تلك الابتسامة كان إعلانٌ عن معجون أسنان... لا حب. امجد محمدعلي، العراق 🇮🇶

الهزيمة

صورة
  ق.ق.ج ~ الهزيمة  الكاتبة ~ سعيدة محمد صالح ~ تكتب... ««««««««««««««««««  **الهزيمة دخل المعركةَ وحده، يحملُ ما تبقّى من يقين. حين عاد، لم يتعرف عليه أحد… حتى ظله كان قد غيّر اتجاهه. سعيدة محمد صالح --تونس 

كوب الشّاي

صورة
 ق.ق ~ كوب الشّاي  الكاتبة ~ سعيدة محمد صالح ~ تكتب... ««««««««««««««««««« ✨✨✨كوب الشّاي في صباح خريفي ناعم، جلست منية على شرفتها، تحت شمسٍ تتسلل بين أوراق صفراء لم تستسلم بعد للسقوط. كانت تمسك بفنجان شاي دافئ، وتمدّ ساقيها على حافة الدرابزين، بينما تتكئ على كفها اليسرى، ترقب العالم من بعيد... دون أن تنتمي إليه تمامًا، ولا تنفصل عنه كليًّا. منية لم تصل إلى هذا الهدوء بسهولة. خلف هذا الثوب الطويل المتدرج الألوان، وبين تجاعيد الضوء على شعرها المربوط بإهمال، تختبئ امرأة مشت على أشواك الطموح، وحدها. وُلدت في حيّ شعبيّ، لأسرة تقليدية تظن أن الطموح حِكر على الذكور، وأن أحلام البنات تُقاس بطول الستائر وألوان أواني الطبخ. لكن منية كانت تُخيط في دفاترها مسارات أخرى: الطب، الفلسفة، الأدب، وحتى السفر وحدها، إلى أماكن لا تعرف أسماءها بعد. كانت تدرس ليلاً تحت ضوء مصباح مكسور الرأس، وتعمل نهارًا في مكتبة صغيرة، تبيع القصص التي حلمت أن تكتب مثلها يومًا. وعندما كانت صديقاتها يحِكن ثياب العرس، كانت هي تخيط سطورًا في أطروحة عن «تمثلات المرأة في الأدب الكلاسيكي». خاضت معارك كثيرة، بعضها مع الحيا...

هزيمة

صورة
 ق.ق.ج ~ هزيمة الكاتبة ~ زينة الغول ~ تكتب. . «««««««««««««««««««««« هزيمة احترقت الخيم، خبا صراخ الأطفال. وقعت الهدنة بأقلام من رماد… نال المسؤولون جائزة نوبل للسلام. زينة الغول

خيبة

صورة
 ق.ق.ج ~ خيبة الكاتبة ~ فوزة المصلّا ~ تكتب.. «««««««««««««««««« خيبة مرّ زمن وهي تجمع.  اليوم تذهب بمبلغ تراه كبيراً لن يجده البائع صغيراً، ولن تهزم هذه المرّة ستحصل على حلمها. حين وضعته بين يديه، ردّه قائلاُ لا يكفي . عادت تزرع الدّرب بدموعها. فوزة المصلّا سوريا.

رصاصة

صورة
  ق.ق.ج ~ رصاصة  الكاتب ~ أحمد سليمان أبكر~ يكتب. . ««««««««««««««««««« رصاصة قضت على مملكة أحلامه، طفق يمشي مشية الذاهل المشدوه، لمع السراب أمامه في متاهة اليأس، صادف شهرزاده متسولة في أنقاض المدينة. *** بقلم:أحمد سليمان أبكر