السماء ترتعد







الأديبة / فاتن ميخائيل / تكتب

 السماء ترتعد

.................

لا تخافي ساعتني بكِ يا طفلتي الصغيرة ... قلتها ودمعي يبحث عن مخرجٍ ليتنفس دون  أن يحدث خللا في توازني...

كانت  تلتقط  انفاسها الأخيرة وأصابعها النحيلة غارقة في كفي المتعبة ، عيناها الواسعتان الجميلتان بدت مشرقة هذا الصباح وخيوط الشمس القادمة عبر النافذة كانت تشاكس وجهها الناعم .. 

-همستُ لها لا زال الامل موجود يا صغيرتي الجميلة .. اعمل جاهدة لابقيكِ بافضل حال... اطمئني

-قالت والابتسامة لم تفارق ثغرها  الصغير ... تعالي بقربي يا أماه احضنيني بشدة وساروي لكِ ما رأيت في منامي هذا الصباح ، 

- قولي يا ابنتي الحلوة وصوتي المرتعش بالكاد كان يخرج من شفتي المرتجفة

-رايتًًُ أبي هناك في السماءِ يمد لي يداه يناديني  تعالي يا حلوتي ،   انا مشتاق لكِ


اغرورقت عيناي  وقلبي يلهث ،  خارت قواي رغم هذا بدوت متماسكة أمامها وهي تشير بأصبعها الصغير الجميل نحو السماء وقبل ان تطبق عيناها للمرة الاخيرة قالت :- 

امي انها نقية وجميلة كوجهكِ ... ثم تمتمت ،  لا تنسي  ان تجلبي لي دميتي الحبيبة في المرة القادمة .. صمتتْ

ارتعدت السماء واهتزت بي الارض بقوة حين سقطت يداها من بين أصابع يدي

( انتهت)


فاتن ميخائيل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع