قصة حب
الأديبة / رومي الريس/ تكتب
نعم سنظل معا للنهاية
وحده الموت يفرقنا
سأظل أحبك حتى آخر لحظة في عمري
نظرت إلى عينيه والدموع تترقرق فى عينيها
وقالت له : وأنا أيضاً سأظل أحبك ما دمت حية حتى آخر نفس من أنفاسي
هيا اعطني يدك
هيا تعالى معي
حسنا هيا بنا
استيقظت ياسمين من نومها والدموع تسيل على خديها فقد كانت تحلم بحبيبها الراحل
الذي مات إثر حادث أليم ولكن طيفة ما زال يطاردها في الأحلام وذلك في
كل ليلة ورغم ترددها على الطبيب النفسي طلبا للعلاج من مرض الاكتئاب الذي أصابها بعد رحيله فمازال الحزن يسيطر عليها
وبالرغم من أنها تذهب إلى العمل وتتحدث مع زملائها وتحاول أن تشغل وقتها حتى لا تقع فريسة للذكريات المؤلمة
ولكن دون جدوى فشبح
زهير هو المهيمن والمسيطر
فقد كان حبها له يفوق الوصف فقد عشقته و أحبته بجنون وكذلك هو بادلها حبا بحب فقد كانت علاقتهما من نوع خاص وفريد
وكانت بينهما صفات مشتركة لا تعد ولا تحصى مثل الابتسامة الساحرة، الشخصية الجذابة والمرحة، حب الحياة
كانا كتوأمين يشعران ببعضهما البعض حتى عن بعد حتى في المرض
حتى أنه في يوم الحادث المشؤؤم ظل ذاك الإحساس الغريب مسيطراً عليها
إحساس لا يمكن وصفه بكلمات
مزيج من الخوف والقلق
وعدم الارتياح
حاولت وقتها الإتصال به أكثر من مرة للاطمئنان عليه
وبعد عشرات الاتصالات
جاء الرد الصادم
: هل أنت من أقرباء المدعو زهير راشد؟
ردت بصوت خافت وبكلمات متلعثمة وعلامات الدهشة مرتسمة على وجهها: نعم
من أنت؟ أين زهير؟
آسف سيدتي... فقد مات لقد تعرض لحادث سيارة
نزل الخبر عليها كالصاعقة
،لم تستكمل ياسمين المكالمة فقد سقط الهاتف من يدها وغابت عن الوعي
أفاقت على سرير المستشفى وأهلها يتجمعون حولها والحزن يعتصر قلوبهم
كانت تنظر إليهم بذهول
ولا تسمع كلمة واحدة مما يقولون
كانت في حالة صدمة قوية وشعرت كأنها في عالم غريب غير عالمنا
طمأنهم الطبيب وأخبرهم أن الأمر سيستغرق بعض الوقت
والزمن كفيل بالشفاء
ومرت الأيام والشهور
ولكن ما حدث هو العكس فقد ازدادت حالتها سوءا
والأدهى أنها صارت تراه في اليقظة والمنام وتتحدث معه طوال الوقت وتؤكد للجميع أنها تراه رأي العين واتحدث معه
لماذا لا تصدقونى؟
هل تظنون أنى قد جننت؟
كفي يا إبنتي
توقفي عن هذا الهراء
لقد مات زهير...مات
يجب أن تستأنفي حياتك فكلنا سنموت يوما ولن يتوقف الكون
وستستمر الحياة
لو كان زهير حيا ما رضي بما تفعلين
لم تستمع الإبنه لكلمات الأم وانصرفت غاضبة إلى حجرتها ،وهي تضع يديها على أذنيها
وارتمت فوق فراشها وهي تصرخ وتبكي
هذا غير صحيح
هذا غير صحيح
حتى أغمضت عينيها وراحت في سبات عميق
فرأت زهير هو يرتدي حلة
أنيقه ويبدو في أبهي زينة ثم مد يده نحوها وطبع قبلة حانية
فوقها وسارت معه ياسمين وهي في غاية السعادة والسرور وسط مروج خضراء وحقول من زهر الياسمين والعصافير تغرد أجمل الألحان
وفي الصباح دخلت الأم لحجرة إبنتها و حاولت
ايقاظها عدة مرات دون جدوى
لقد ماتت ياسمين
لقد رحلت إلى جوار
حبيبها زهير
وحتى الموت لم يفرق بينهما
تمت
بقلمي رومي الريس
بعنوان
قصة حب
تعليقات
إرسال تعليق