ألأنني أنثى:







الأديبة/ أناستاسيا أمال/  تكتب

 ألأنني أنثى:

عالم الرجال لا يرحم من هن مثلي، أتخذ العيش ببساطة وعفوية في مجتمع ذكوري يدعي أنه يضيق علينا الحياة ليوسعها عليه بحجة أنه محافظ، فهل هو كذلك؟!

أتساءل أنا، مرارا وتكرارا دون انتظار الإجابة مني أو من غيري، ولكن صوتي عورة، فأنّى لي أن أسمعه لهم......

كنت سابقا أدفن حية مخافة العار، ولأنني كنت كذلك بالنسبة لمن أنجباني للحياة، وأنا ابنة بضعة أيام، لم أزل بعد أحتفظ برائحة رحم أمي، أوضع في رحم الأرض، فهي أرحم علي من رعاة الشرك والجهل وأرباب الخرافات وأصحاب القسمة الضيزى سابقا في الجاهلية، والحمد لله أنها مضت وبإذنه لن تعود، فهل ستتجسد مقولة:" أولها جاهلية وآخرها جاهلية"، أتساءل أنا، ومجريات الواقع ستجيب........

ولما شرفني ربي بالتوحيد، وبعدما زاغت أعين أهله عن جادة الحق، ومرضت نظرتهم لي، صرت أخاف على نفسي ممن لا يمثل العامة بحكمه علي، لماذا تزاحم الرجال في العمل، في التسوق، في إبداء وجهة النظر، لماذا صوتها مسموع وبفكرها مدفوع، أوهل لها عقل" فالنساء ناقصات عقل ودين...."، هذه ذريعتهم في الحكم علي، وعلينا نحن بنات حواء، والمشكلة الأدهى والأمر ما يشحن حقد البعض منهم على الأنثى تمسكهم بحقيقة مفادها:" إن حواء هي من أخرجت آدم من الجنة؟!"، أي حقيقة هذه؟!، ولماذا لا يتحرون الوقائع بصورة حيادية، وباتباع الحق لا الظن الذي يسمن عقولهم كثيرا حتى لا تتسع لها ثياب محبة المرأة، واتخاذها: مصدر الأنس والسكينة والرحمة، والأرض المثمرة لهم نسلهم، والعضد الذي يعينهم على مشاق الحياة، هي القارورة التي تنعكس عليها شخصية الرجل، فإن كان محسنا لها ازداد جمالها ولمعان زجاجها، وإن كان مسيئا لها، خدشت وسمج ظاهرها وباطنها، ثم تكسر، فلا تجبر بعد ذلك أبدا.

كيف يتجاهلون آخر ما وصى به الحبيب المصطفى، الذي مات عليه السلام ورأسه فوق ركبتي زوجته عائشة رضي الله عنها، لما قال في حجة الوداع:" ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوانٍ عندكم"، يعني: أسيرات، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك يعني: الاستمتاع، وحفظ الرجل في ماله وعرضه. وقال:" خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم"صلى الله عليه وسلم؛ فلم قل الكرماء، وكثر اللئام، أتساءل أنا؟!، ولا أنتظر الإجابة من منصف، مخافة أن يتهم بميله للجنس اللطيف، سيكتم وجهة نظره ويحافظ على نصاعة رجولته؟!

ألأنني أنثى لا أستطيع أن أتميّز بفكري وحبي لديني وأقدم إلى جانب أخي الرجل الأفضل في الحياة طبعا في حدود ما يسمح به الإسلام، فقوانينه ليست قيود تعرقل حريتي، بل هي امتيازات الحرية التي تضمن لي عزتي وشرفي، فأنا ملكة بحجابي وحيائي، والمحار الذي فرض على تواجدي هو من يصون لي لمعان جوهرتي وقيمتها التي لا تقدر بثمن......

أناستاسيا آمال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع