نفوس ممزقة
الأديب / السيد فريج / يكتب
نفوس ممزقة
السيد فريج
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
آب ١٩٦٠ ، سطوحي قريةٌ صغيرةٌ بشمالِ مصر ، الجَوُّ بالغُ السُخُونَة ، أمام الدارِ يجلس ، كومةُ عظامٍ وجِلدٌ أسوْد ، الذُبابُ جَعَلَ مِنهُ مَلجأً ومَزاراً ، زوْجتُهُ وولدَاها وأمرٌ يُدَبَرُ بليْل ، يمرُ أحدُهُم بأعيانِ القريَّةِ وموظفيها وشَهَادَةً أنَّ أباهُ جُنَّ وغادَرَ ولم يعُدْ ، الصِغارُ يَعطِفُونَ عليْهِ ببقيةِ طَعَامٍ ، والزمنُ يَحنُو عليْهِ بِنِسمةِ هواء ، أمضَى فاقِدُوا الإنسانية ، وبِها طُلِقَت وتزوَّجَت ثرياً على زوجَتِه ، باعوا أباهُم فهانت كُلُّ القِيَم ، قُتِلَت الزوْجَةُ الأولى ، وشاعَ الخبرُ وافتُضِحَ المَسْتُور ، وكَمَداً من أمامِ الدارِ إلى تحتِ التُراب رحل ، وسُجِنَ المجرمون ثلاثتُهُم ، وحَسرةً ماتَ سارقُ المُتعَة ، وَوَرِثَهُ مَنْ لم يَظُن يَوْماً أنَّهُ وارثُه .
تعليقات
إرسال تعليق