اللعبة







الأديبة /  رومي الريس/  تكتب


 تتساقط الصواريخ مدوية فوق الرؤوس

تبث الرعب والفزع والدمار وتنشر الموت في كل مكان تصل إليه

،تتعالى صرخات الأطفال

وتنهمر الدموع من أعينهم

،يسدون آذانهم بأصابعهم، ترتعش أجسادهم النحيلة كعصافير بللها المطر

يتعالى صوت الأم بالدعاء والتضرع إلى الله أن يحفظهم وينجيهم من هذا الجحيم 

الأب ينظر إليهم والحزن يعتصر قلبه 

لا يقدر على فعل شيء

يقف عاجزا ، مكتوف اليدين

،ولكنه هب واقفا فجأة  وهو يضحك ويقهقه وكأنه أصيب بالجنون

نظرت له زوجته باستغراب واندهاش

وقالت له: ما هذا الذي تفعله؟

قال لها بصوت خافت: فقط افعلي مثلما أفعل ولا تسأليني عن شيء الأن

هيا يا عزيزتي

فعلت الزوجة مثلما أمرها وبدأت في الضحك والدموع تسيل على خديها رغماً عنها فتمسحها بسرعة حتى لا يراها الصغار

قال الأب للجميع:

لا تخافوا من هذه الأصوات

هل تعرفون ما هي؟

هي مجرد لعبة

وسنلعبها معا 

أنا و أنتم جميعا

وكلما تساقطت الصواريخ المدوية يضحك الأب ويقهقه وكذلك الأم   و يقلدهما الصغار ببراءة وعفوية

وتعالت الضحكات حتى غطت على أصوات الصواريخ المرعبة

    بقلمي رومي الريس

بعنوان/اللعبة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع