اكثر من عصفور ..







الأديبة/ عايدة ناشد/ تكتب

 قصة قصيرة ... عايدة ناشد 


اكثر من عصفور ..


أسمها "فتحية " نشأت في بدروم عمارة سكنية كبيرة، أبيها يعمل حارس ، عندها ثلاثة أخوة هي اكبرهم ، نالت القليل جدا من التعليم الإبتدائي .


 في احدي الليالي الصيفية حصل هذا الحوار بين والديها ،

_ قال والدها لأمها : أديها أتعلمت تقرأ وتكتب كفاياها لكده . ردت عليه قائلة : 

_كويس ياعبده دي الست " أم كريم " ماحتصدق ، عوزاها تساعدها كل يوم في شغل البيت وتدينا عشرين جنيه بحالهم كل شهر.

         

 اليوم بلغت "فتحية " ثمانية عشر عامآ رفضت امس الارتباط ب "يس" ابن خالتها ، الذي عمل سائقآ في احد البلاد العربية، يملك شقة ، و محل صغير لتأجير العجل ، في منطقة باكوس ...

            

 مر وقت علي عملها كخادمة عند "أم كريم ". يوم ان نبهتها قبل دخولها الحمام لتأخذ الحمام اليومي ظهرا كعادتها، بأن قالت لها : خلي بالك من حلة المحشي اللي علي النار ،أوعي تشيط منك .


تقف امام حوض المطبخ تغسيل المواعين ، حين أحست بكتلة تلتصق بجسدها من الخلف، شهقت شهقة فزع ، استدارت ، لتجد "كريم" الذي سارع بوضع كف يده اليسري على فمها .


مرت لحظات علي هذا الوضع ، خلالها كان يُسمعها بصوت خافت كلمات اللهفة والشوق ، كلمات لم تكن تدري معناها ، تسللت يده اليمني تتحسس كل جسدها، رفع ثوبها لأعلي ، و يده لا تهدأ ،حاولت ان تبعدها ، لم تفلح ،أصابعه كانت اسرع منها ، تراخت يدها ،افلتت قطعة الاسفنج الصابونة منها ، سقطت بهدوء داخل الحوض..


لم تعرف وقتها هل كانت خائفه منه أم خائفة من أن تأتي والدته وتراها ؟

لا تدري حالة غريبة تملكتها، خوف لا تدري ما مصدره ، ممزوج بصدمة ، كانت كعصفور صغير التف من حوله ثعبان يعتصره ، دقائق مرت كالبرق ، لكنها كانت كافية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع