الإنسان الآلي



 قصة ~ الإنسان الآلي 

الكاتب ~ محمد الجندي ~ يكتب..

~~~~~~~~~~~~~~

الإنسان الآلي


استيقظ الدكتور ممدوح من نومه كالعادة قبل شروق الشمس بفترة يحاول جاهدًا أن ينفض عنه الكسل وينقل قدميه اللتين يشعر وكأنهما مصنوعتان من الإسمنت إلى الأرض ليصلي الصبح في موعده، وكالعادة تدفعه أصوات العصافير وخيوط ضياء الصباح التي تتسلل من خلف ستارة غرفة نومه ليدخل سباقًا محمومًا مع لحظة شروق الشمس لا يرغب في معرفة أيهما انتصر وعبر حاجز النهاية أولًا حتى لا تُقام عليه الحجة ويشعر بالخزي كونه مستيقظًا ولم يُصَلِ الصبح في موعده، انتهى من صلاته ووضع جسده المُرهق على فراشه ثانية ينظر إلى سقف حجرة نومه يجتر أحزانه وماضيه .. يحاول أن يجد لحياته معنى دون جدوى، يظل على ذلك حتى تداهمه عقارب الساعة وتصم آذانه مرة أخرى أصوات أجراس المنبه الذي يضعه بعيدًا عنه حتى لا يتمكن من إسكاته بسهولة وتليفونه المحمول بجواره ينتهي من موسيقى جنائزية عدة مرات يستمتع بها لا يرغب أن تنتهي، وحين تبدأ سيمفونية المارشات الجنائزية للمرة الرابعة يقوم من فراشه متكاسلًا يرتدي ملابسه بصورة عشوائية دون أن ينتقي منها شيئًا، ليبدأ يومه بصورة ميكانيكية وكأنه إنسان آلي لا يمتلك القدرة على تغير برنامجه المُعَد سلفًا.


الكاتب والروائي محمد الجندي، بتاع كلام مش فاضي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع