السراب



 قصة ~ السراب

الكاتبة ~ رومي الريس ~ تكتب..

~~~~~~~~~~~~

 السراب

ماتت زوجته فجأة

كانت صدمة قوية زلزلت كيانه وحطمته

حزن عليها بشدة

زهد الحياة وضلت السعادة والابتسامة طريقهما إلى قلبه

عاش على هامش الحياة

بلا روح وبلا أمل

نصحه الأهل والأصدقاء  

بضرورة الزواج

ومواصلة الحياة

فالحياة لا تتوقف على أحد ولا بد أن تستمر

رفض في بداية الأمر ثم قبل على مضض ثم

بدأت رحلة البحث عن العروس المرتقبة

لم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق

لقد قابل عشرات بل مئات السيدات ولم تلفت أي واحدة منهن نظره 

فزوجته المتوفاة لا يمكن مقارنتها بأي امرأة أخرى فهي المتربعة على عرش قلبه وعقله وصورتها لا تفارق خياله

لقد أوشك على إعلان صرف نظره عن فكرة الزواج وعيش حياة العزوبية إلى آخر العمر

إلى أن جاء صديقه عاصم ذات يوم وهو في قمة السعادة يزف إليه البشرى والخبر السعيد

وهو يردد لقد وجدتها... وجدتها

رد عليه نادر قائلا:

من ؟

عاصم: زوجتك المستقبلية

يا صديقي العزيز

نادر في حالة عدم اكتراث ، رافعا حاجبيه إلى أعلى : ومن تكون؟

عاصم هي فاتن صاحبة زوجتي المقربة

نادر: وهل تعرفها أنت؟

عاصم : كلا ولكن لا تقلق

سنراها معا في المساء

و سوف تتعرف عليها  

وفي المساء أحضر نادر

باقة من الورود الحمراء

الجميلة ذات الرائحة الزكية ، وعلبة أنيقة من الشكولاته الفاخرة وتوجه مع صديقه لمنزل فاتن العروس المرتقبة

جلس نادر في انتظار دخول فاتن وهو يشعر بقلق و توتر وكأنها المرة الأولى في حياته التي يتقدم فيها لرؤية عروس

دخلت فاتن الحجرة و كأن الربيع قد حضر معها

فهي امرأة ذات قوام رشيق وجمال سبحان الخالق 

تهلل وجه نادر

و انفرجت أساريره بمجرد رؤيتها 

يا إلهي! ما أجملها

هل هي ملاك؟ أم من بني البشر ؟  

هكذا حدث نفسه

تبادلت فاتن الحديث معه

وزاد إعجابه بها أكثر وأكثر فهي متحدثة لبقة جدا وتنم شخصيتها عن ثقافة ووعي

شديدين 

نعم هي... هي التي أريد أن أتزوج بها هكذا أخبر نادر صديقه عاصم بعد انتهاء الزيارة

لم ينم نادر ليلتها ولم يغمض له جفن

وظل يفكر بها طوال الليل حتى أنه رآها في الحلم واستيقظ في صباح اليوم التالي للمرة الأولى منذ وقت طويل وهو في قمة السعادة والنشاط وسارع بالنزول مبكراً مع خيوط الشمس الأولى إلى مقر عمله 

لمقابلة عاصم ومعرفة

رأي فاتن فيه

وحين حضر عاصم

أخبره أن فاتن معجبة به

جدا

هي الأخرى وطلب نادر منه تحديد موعد ثاني للزيارة مع أهل العروس

أخبر نادر صديقا مقرباً له بالخبر

هنأه صديقه وتمنى له التوفيق وطلب نادر منه مرافقته في الزيارة لمنزل العروس فرحب بالأمر كثيرا

وتوجه نادر مع صديقه المقرب لمقابلة العروس وأسرتها والاتفاق على

كافة أمور الزواج

فوجئ صديق نادر بالعروس فهو يعرفها 

معرفة شخصية 

وقام بادعاء الشعور بتعب مفاجىء

 اعتذر نادر وغادر معه المكان على الفور

وفي الطريق أخبره صديقه بأن فاتن كانت متزوجة من قبل من أحد أصدقائه وأنها أحالت حياة زوجها إلى جحيم لا يطاق بكثرة طلباتها

التي لا تنتهي ولم تراع ظروفه المادية فهو موظف حكومي يتقاضى أجرا متوسطاً

وأن زوجها اضطر إلى تطليقها ليتخلص من جشعها و تسلطها

كان نادر يستمع إلى صديقه والحزن باد على وجهه

ثم بعد فترة صمت طويل قال لصديقه:

فعلا ليس كل ما يلمع ذهبا و مضيا في طريقهما

بقلمي رومي الريس


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع