الحلم



 قصة ~ الحلم 

الكاتبة ~ رومي الريس ~ تكتب...

~~~~~~~~~~~~~

الحلم

يطاردها نفس الحلم كل ليلة

تقود سيارتها بسرعة جنونية

ثم تنحرف فجأة عن الطريق وتسقط في النهر

وتهوي إلى الأعماق

تحاول الخروج من السيارة لكن الباب مغلق 

تمتلىء رئتاها بالماء 

تصارع الموت لدقائق معدودة ثم تموت 

وهنا تستيقظ فجأة  وهي تصرخ وتلهث

وتحاول أن تتنفس ثم تبكي 

قررت الذهاب إلى طبيب نفسي لطلب المساعدة

تعددت الجلسات

سألها عن عملها وعن حياتها الخاصة وإن كانت تواجه أي مشاكل

من أي نوع

لكنها أجابت بالنفي القاطع

فهي تحب عملها وتتفاني فيه

أما حياتها الخاصة فعلى

خير ما يرام

فهي تحب زوجها جدا

وهو يبادلها حبا بحب

قررت رزان التوقف عن زيارة الطبيب

بعد أن ساءت حالتها النفسية كثيرا

 فلا فائدة جنتها من العقاقير التي تناولتها أو

الجلسات التي قضتها مع الطبيب فهي لم تشعر بأي تحسن

بل إن حالتها ازدادت سوءا

 حتى أنها أصبحت تخاف الخروج إلى الشارع أو ركوب سيارتها وتصاب بنوبات هلع شديدة إذا فعلت ذلك

واضطرت في آخر الأمر إلى أخذ إجازة والبقاء في المنزل

تألم زوجها جدا لحالها وما وصلت إليه ولكنه وقف عاجزاً أمام الأمر

وفي يوم عاد من عمله

وفي يده باقة ورد

وهدية 

تعجبت رزان من الأمر

لكنها تذكرت أن هذا هو

عيد زواجهما

وشعرت بخجل شديد

لأنها نسيت ذلك

سامحني يا عزيزي

لأني لم أحضر لك هدية مناسبة

لكن الأمر ليس بيدي

أمسك زوجها بيدها وقال لها:

سنخرج معا اليوم

ونقضي سهرة جميلة

احتفالاً بهذه المناسبة السعيدة

هنا تبدلت ملامح رزان

ولاح الفزع على وجهها

وقالت بحزم:

لا ...لا...لن أستطيع

مستحيل

لكن زوجها أصر على موقفه 

و أخبرها أنه سئم الأمر

ولا بد من الخروج من هذه الدائرة المغلقة

لقد تعبت ومللت

أريد أن نحيا حياة طبيعية مثل غيرنا من

الأزواج

هل تسمعينني يا رزان؟

استسلمت رزان للأمر الواقع

وكانت لحظة خروجها إلى الشارع صعبة جدا ومؤلمة

كانت كطفل صغير ينفصل عن حضن أمه

للمرة الأولى

وتسير ببطء شديد

و كأن قدميها تلتصق بالأرض

وحين وصلت إلى باب السيارة سارعت بالدخول وغلق الباب وراءها

وتنفست الصعداء

من الأعماق

أخذ زوجها يتحدث إليها

لكنها لم تكن تستمع إليه

بل كانت زائغة العينين

وشاردة الذهن

و اكتفت بالنظر من نافذة السيارة في صمت

مطبق 

وفجأة صرخت رزان

بصوت عال

وكأنها أصيبت بلوثة عقلية

وقالت: يا إلهي! 

إن هذا هو النهر الذي أراه في الحلم كل ليلة 

و أشارت بيدها إليه

وهي تنتفض من الشعر  إلى أخمص القدم

ووضعت يدها على مقود السيارة 

اختلت عجلة القيادة في يد زوجها 

وانحرفت السيارة ناحية النهر فصدمت السور الحديدي

وسقطت إلى الأعماق 

بقلمي رومي الريس 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع