حكاية رقية
قصة ~ حكاية رقية
الكاتب ~ أحمد أبوزيد ~ يكتب..
~~~~~~~~~~~~
{ حكاية رقية)
وسط أمطار غزيرة وطقس بارد جدا، جلست رقية على جانب الطريق تبكي وترتجف عندما اقترب منها أحد الأشخاص. شعرت بالخوف، لكنه طمأنها وأخبرها أنه لا يريد أن يؤذيها، ما أراده فقط هو أن يعرف قصتها ثم أخرج من حقيبة كان يحملها رغيف خبز وأعطاها إياه، أكلتها بنهم وروت له قصة هروبها من منزلها ، وسوء معاملة زوجة والدها لها، حيث تزوجها بعد وفاة والدتها، لم تكن تعلم أين تذهب كل ما تعرفه أنها هربت من جحيم البيت.
شعر الرجل بألمها فتعاطف معها وعرض عليها أن تأتي معه إلى منزله، لكنها كانت خائفة منه ، أخبرها أنه وزوجته يعيشان بمفردهما، وبعد إلحاح منه وافقت رقية للذهاب معه. وصلا إلى المنزل، حيث استقبلتهما زوجته وسألته عن الفتاة ، فأخبرها بقصة رقية ومأساتها وطلب منها الاعتناء بها ولتكن لهما ابنة ، بما أنهما لم يرزقا بابناء ، عاشت رقية حياة جديدة بكنف عائلة محبة وأنعم الله عليها بالسعادة جعلتها لم تعد تهتم بالعودة إلى حياتها السابقة ،
لم يكن والدها مهتما لفقدانها ولم يحرك ساكنا للبحث عنها.
بعد مرور عدة سنوات ، اشتاقت لرؤية والدها ومعرفة أخباره، على الرغم من كرهها له، بسبب ما فعله بها هو وزوجته، قررت أن تزوره لتطمئن عليه، لكنها لم تجده، وعلمت من الجيران أنه قام بقتل زوجته منذ أشهر بسبب خانتها له وهو الآن يقبع في السجن. شعرت بالحزن الشديد عليه وما آل اليه حاله فقررت أن تزوره في السجن وعندما رآها، بكى بكاءً شديدا وقال؛ أن ما حصل هو انتقام من الله بسبب ما فعله بكِ.
ابتسمت وطلبت منه أن يهدأ وقالت؛ قد غفرت لك ما فعلت بي وسأفعل كل ما بوسعي لإطلاق سراحك . وكلت محاميا ليهتم بقضيته و بعد بضعة أشهر، أطلق سراحه وعاش طوال سنوات عمره شاكرا لها على ما فعلته معه وحاول جاهدا لتعويضها عما حدث في الماضي بعد أن قررا معا إغلاق هذه الصفحة إلى الأبد.
أحمد أبوزيد
تعليقات
إرسال تعليق