قسمة
قصة ~ قسمة
الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب..
~~~~~~~~~~~~~~~~~
"قسمة"
******
قد يكون لها من اسمها نصيب
قلبوظة ..تختوخة
قلبها أبيض ودمها خفيف
وحيدة والديها
جاءت بعد شوقه
عندما كبرت لحد الزحف على أربع
كانت تجوب أركان الشقة بسرعة
عجيبة
رفعوا كل التحف والأنتيكات على
ظهر دولاب غرفة النوم
تتذكر والدتها واقعة اختفائها وتوتر الأجواء حتى أصبح كل الجيران يبحثون عنها
رغم أن المنطق يقول باستحالة مغادرتها المنزل
عمر سنة لاتتحرك بعيدا
البعض قال باحتمال تجاوزها درجات السلم وخروجها إلى الشارع
قبل أن يتحول الأمر لاستغاثة على صفحات الجرائد أو بتحرير محضر شرطة
سمعت الأم حركة تحت السرير
ظنت أنه فأر
صرخت طالبة المساعدة
حين عاينوا الموقع وجدوها
بمجرد أن أخرجوها ضحكوا
الصغيرة تلتهم برطمان السمن البلدي
كانت تنتفخ مثل البالون حتى اضطر والدها إلى استبدال الأبواب ذات الضلفتين بباب مفرد
مشكلتها كانت تتطور بكبر سنها وحاجتها للخروج لتعيش مثل أقرانها
أجمل مافيها تجاهل ردود أفعال الآخرين
في دراستها الابتدائية التحقت بفرقة التمثيل وكان دور كرنبة يستهويها ويزيد ولعها بالدور كلما ضحك رواد مسرح المدرسة
أحبها الزملاء لأنها كانت تحول الجو حولهم لضحك ولعب
ذكاؤها الفطري جعلهم
يطلقون عليها لقب حلالة العقد
أمها كانت تبكي لأن ابنتهالن تجد العريس المناسب
قالت: حتماستبور
يوم لا تنساه الأم
حينما دق بابهم شاب وسيم يطلب مقابلة والدها
استبعدت الأم كل الموضوعات سوى وجود مشكلة
نفس الشعور انتاب الأب
قال الأب:خير يا ابني
قال الشاب:خير يا عمي أنا طالب
إيد قسمة
قال الأب : ياابني عاداتنا وتقاليدنا بتقول إنك تيجي ومعاك أسرتك
قال الشاب:أنا مقطوع من شجرة ياعمي
كان أبي وحيدا لوالديه وكانت أمي وحيدة لوالديها وماتوا فأصبحت وحيدا
ليس لي أشقاء
قال الأب:اعتبرني والدك
العريس طبيب وزميل لقسمة
لديه شقة أسسها بنفسه ولديه عيادة ذائعة الصيت
الإمكانات كانت متاحة لإقامة العرس الذي اقتصر على الأصدقاء والأقارب
سيارة العريس حديثة
استأجر لها سائق حرص على
أن يكون بهندام كامل
تولى أصدقاؤه زينة السيارة
ركب بجوار قسمة تودعهم الأيدي الملوحة حتى غابوا عن الأنظار
كان الطريق لشقة الزوجية على إحدى الترع وكان اليوم في أحد شهور الشتاء
زخات المطر جعلت الطريق زلقا للدرجة التي جعلت مقود القيادة يختل في يد السائق
السيارة انجرفت إلى الترعة دون أن تنقلب لمهارة السائق
مقدمة السيارة بالماء
وقسمة مضطربة ترتجف فتتحرك فتنزلق السيارة درجة
قال السائق بخوف:أرجوك يامدام لاتتحركي حتى نخرج من هذا الموقف العصيب
حين أخرجوا السيارة من الماء
سمعتهم يقولون لولاها للقوا حتفهم جميعا
بقلم:عادل عبدالله تهامي
مصر
تعليقات
إرسال تعليق