بين راحتي رضا



 قصة ~ بين راحتي رضا

الكاتبة ~ أناستاسيا آمال~ تكتب..

~~~~~~~~~~~~~~~~

بين راحتي رضا:

"أمي، أهذه هي "هداية" التي كنت تتضرعين لله حتى يرزقني بها"، ضربتني على ظهري حتى انحنيت من ألم الضربة، وقالت:" دعوت الله أن يرزقك الهداية والصراط المستقيم، فارتبطت بهداية، وأرجو ألا تلحق مثناها صراط....."، ضحكت حتى بانت نواجذي وقلت لها:" لم تهتدي بنات حواء لهذا الاسم بعد، ولأنني ارتويت من جحيم هدايتي اطمئني، سأكتفي برقم "واحدة" فقط، علّها تكره إساءتها لنا، وننعم بهدوئها بعد عاصفة طويلة أرتنا فيها من جنونها الكثير......"، ابتسمت لي ودعت:" يارب اهدنا واهدها إلى سواء السبيل.....، فقاطعتها مخضوضا: " يوجد اسم سبيل، ولا أريد جمعهما معا، فأضل هنا عن جادة الصواب وأفقده يا أمي"، نظرت إلي باستغراب قائلة:" أظنك فقدته منذ زمن يا بني، كان الله في عونك وعوننا عليك"... 

وعم الصمت المكان بقدوم ليمونة حديثنا الحامضة، ابتسمت معنا وقالت بعدما قطعت شريط بداية السباق في تحاور بيننا أرادته بأشواط :" طالما عجزت عن إسعادكما بمن يملأ حضنكما سعادة وفرحا، لم لا تسمحان لي باختيار الزوجة الثانية، تهديكما ما عجزت عنه، وتساعدني في أعمال البيت الشاقة بسبب عدم التزامكما بنظامي العسكري، تمتمت الأم:

" تقصدين إحضار من تساعدك علينا، وهنا نكون أمام احتمالين:" الرضوخ لكليكما، أو تتمة بقية عمرنا في الشارع أو مشفى المجانين"، ففاجأتها بقولها:" اطمئني يا خالتي، لن يحدث لكما ما راودك من احتمال، فقط سنجدد نمط حياتنا قليلا، ونضفي عليه الإثارة والحماس والمتعة، هاه ما رأيك يا ابنها؟!"، فوضعت يدي على قلبي لأتأكد من مكوثه في مكانه، بعدما تسارعت دقاته حتى أنها أدت دور لساني في مشاركتهما الحوار الساخن، رغم أنني أبتلع الكلمات التي لو بحت بها ستكون فتيلة نار بين الزوجة والأم، لم أرد عليها، فاتهمتني بالرضى بحجة:" السكوت علامة......"، وبعد مضي أسبوع، وجدتُني وأمي في كافيتيريا ننتظر  زوجتي التي وجهت لنا دعوة عشاء فاخر، ولما أقبلت وقعدت لم ننتبه لمفاجأة السهرة وسبب الدعوة، وحينما مضت ثلاثون دقيقة، وعقارب الساعة تشاركها معنا طاولة العشاء، لوّحت لها بيدها، فأقبلت إلينا وقعدت معنا، ونحن في أوج دهشتنا قالت زوجتي المصونة:" أعرفكما على الزوجة التي وعدتكما بها: إنّها سبيل فتاة طيبة ومتعلمة ومتفهمة، وهي موافقة على كل شروطكما مبدئيا......"، نظرت إلى أمي والدمع في حيرة من أمره، أينزل مالحا أم حلوا، نتيجة تضارب مشاعر الحزن والفرح؟!، وأمي تردد بضحك متواصل عليّ :" أردت "السبيل" لا "سبيل" يا ولدي...."

أناستاسيا آمال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع