《العمل السلبي والعمل الإيجابي.》
الأديب / محمد الجندي / يكتب
العمل السلبي والعمل الإيجابي.
وجدها مكتئبة فسألها عن السبب، قالت بانكسار أبي .. أمي.
طأطأ رأسه وصمت برهة، فقد فهم أنها تقصده بعد أن منعها من زيارة أهلها قبل يومين.
طبع قبلة على جبينها ثم قال في هدوء، أظنك على يقين أني لا أمنعك أبدا من زيارتهما وقضاء ما يلزم من وقت بجوارهما، وأن ما نتحدث عنه أمر لا علاقة له بتلك الفكرة.
نظر إليها لعلها تعقب ولكنها لم تفعل فأكمل حديثه، حبيبتي والديك يعيشان ببيت عائلة به أخواك وزوجاتهما، يستطيع أخواك تهيئة الظروف المناسبة لضمان راحتهما ولكنهما امتنعا عن ذلك نظرا لأنهما لا يحق لهما إجبار زوجاتهما على خدمة والديك، وأنا إن تركتك فلن تتمكنين من فصل خدمتهما عن خدمة أخويك وزوجاتهما بل وأطفالهم، لذلك قمت بمنعك كردة فعل إيجابية.
اعلمي حبيبتي أن الناس تنظر لصاحب العمل الإيجابي على أنه فاعل يتحمل من حوله نتيجة فعله، بينما صاحب العمل السلبي ربما مفعول به والفاعل مجهول وغالبا ما تكون الظروف، لذلك فأنا أتحمل كامل المسؤولية وكأني أمنعك رغم أني لم أفعل.
صمت قليلا ثم قال، أظن لا داعي لاستكمال الحديث فصاحب العمل الإيجابي مدان وإن صح عمله نظرا لأن البعض يتحمل نتيجة صنعه، والأعذار لصاحب العمل السلبي وإن تأثر الكل بما لم يفعله، فهو في النهاية لم يفعل شيئا.
الكاتب والروائي محمد الجندي، بتاع كلام مش فاضي.
تعليقات
إرسال تعليق