حلم صغير


 

 قصة ~ حلم صغير

الكاتبة ~ إبتهال صالح ~ تكتب..

~~~~~~~~~~~~

حلم صغير...

...............

في كل صباح بذاك الشارع المزدحم بالسيارات يعمل سمير بغسيل المركبات،ينظفها ويلمعها ليحصل على أجره البسيط،وبلحظة من الزمن تخطفه أقدامه إلى تلك الزاوية حيث ينسى نفسه ويحلق إلى عالم آخر من الحياة،حيث يسند ظهره إلى الحائط عيناه ممتلئتان بالدمع،وقلبه المقهور يتمزق وجعا،ينظر إلى حاله،إلى ملابسه الرثة المهترئة،يلملم نظراته التي تسابقه إلى بوابة المدرسة حيث يتوافد إليها التلاميذ بزيهم المدرسي النظيف المرتب،وتتلألأ ملامحهم بابتسامات جميلة تبهر العيون،ويقول بنفسه: كم أتمنى أن أحيا مثلهم،حياة عادية طبيعية، أرتدي أجمل الثياب وأكون نظيفا لو للحظات قليلة، أذهب إلى المدرسة أجلس في الصف لأدرس وأتعلم،أن يكون لي أصدقاء ألعب معهم ونتبادل الحديث.

من خلال ضجيج الطريق انتفض من خياله وهو يتمتم لا لا أستطيع ذلك،حلمي لن يتحقق،حرمني الفقر العيشة الهنية المرضية،عاد مسرعا إلى البيت والكلمات تختنق  بصدره لا تفارقه،سأرمي أحلامي وراء ظهري لأستطيع مساعدة إخوتي وأمي وأن أوفر لهم الطعام بعد أن تركنا أبي،فبتُ أصارع تعبي وملامحي المنهكة وأقاوم أحزاني وآمالي لأحيا بكرامة.

 احتضنته أمه بلهفة وحب،واستقبله إخوته الثلاثة،منتظرين منه الأكل ليسدوا رمق جوعهم.

ناولهم ما جلبه لهم من حصيلة يومه،فعندما رأى فرحتهم وضحكاتهم تغمر وجوههم نسي تعبه،ضمهم وقبلهم،وقبل أن يمضي تمسك بدعوات أمه ورضاها.


ابتهال صالح...فلسطين 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع