جاثوم
قصة ~ جاثوم
الكاتب ~ هاني بكري ~ يكتب...
~~~~~~~~~~~~~~~
جاثوم
،،شيء ما بتقادم الوقت يقبض صدري، كلما هبط الليل على الحقول والبيوت القليلة المنتشرة في الفراغ المقابل لشرفتي. تكف الدواب عن خوارها وتستكين، تصمت أصوات ماكينات الماء والمحاريث وأصوات النداء بين العاملين في الغيطان، ليعلو كورال من صرير الصراصير، ونقنقة الضفادع، وعواء الكلاب.
في البداية كنت فرحا مندهشا بالخلاء الأخضر الممتد أمامي،، بغابات النخيل على امتداد البصر، بقنوات ومساقي المياه.
مشهد قديم منغرز في ذاكرتي وددت استنساخه بدون مراعاة فروق التوقيت، مشهد لم يعتده طفلاي. لكن رويدا زحف الملل وتسلل. سكون الهامش الميت في مقابلة صخب المدينة الحي الذي استبدلناه فرحين في البداية.
في الجوار نمت على استحياء باهت مدينة ملاهي. يحجل طفلي الصغيران فرحا كلما هممت بالنزول، يعرفان أن الذهاب إليها صار طقسا ليليا لدي.
ثمة أرجوحات قليلة متناثرة بعشوائية.
يرحب بي مالكها ويضع لي مقعدا، يترك الولدان يلعبان بلا وقت محدد.
أنتبه
أين صياح الأطفال؟
اقترب من الأرجوحة الدائرة التي يتعلق بها أبنائي.
تدور بهم وبالعدد الشحيح من الأطفال،
وجوه صغيرة صامتة بلا ثغاء المرح البرعمي، أمهات يصورن أطفالهن بوجوه شاحبة متعبة.
يحدثني صاحب الملهى بهم بالغ، عن تعقيدات الحصول على رخصة، وعن إتاوات المجلس المحلي؛
وعن قلة المردود وعن،، وعن،،
أمد يدي له بسيجارة.
يشعلها ويجلس بجواري تاركا الأراجيح، والأطفال والوقت.
نجلس صامتين متأملين الفراغ والليل الجاثي كجاثوم.
هاني بكري.
تعليقات
إرسال تعليق