◇◇ سائق التوكتوك ◇◇
سائق التوكتوك
بقلمي رومي الريس
بعنوان/ سائق التوكتوك
خرج الأستاذ علام من باب المدرسة بعد الانتهاء من زيارته لمتابعة سير العملية التعليمية حيث يعمل مفتشا للغة العربية بوزارة التربية والتعليم
لقد شارف على الستين عاما وقريبا يحال إلى التقاعد
وقف وهو يتصبب عرقا تحت شجرة وارفة الظلال ليستظل بها من أشعة الشمس الحارقة
شعر بتعب مفاجىء
فأشار لسائق توك توك
وكان فتى في بداية سن المراهقة
إلى أين سيدي؟
صدم الأستاذ علام فقد كان الصوت لفتاة
ترتدي كابا تخفي شعرها
تحته فتعجب الأستاذ علام من أمرها وسألها:
ما هو اسمك يا ابنتي؟
ردت بابتسامة رقيقة:
اسمي فرحانة
استأنف حديثه قائلا:
كم عمرك ؟
عمري ثلاثة عشر عاماً
أستاذ علام :
ولماذا لا تذهبين إلى المدرسة؟
فرحانة بصوت حزين:
أبي مريض ويحتاج لمن يعوله
أنا ابنته الوحيدة وكل ما لديه في هذه الدنيا
... لقد تركت المدرسة رغم تفوقي الدراسي
لمساعدته في نفقات المعيشة بعد أن أجبره المرض على ترك عمله
شعر أستاذ علام بالحزن و تألم بشدة من أجلها
ونزلت دموعه تأثرا من كلامها
فكثيرا ما تقسو الحياة على الفقراء وتحملهم فوق طاقتهم لكن الله كريم ولطيف بالعباد
وتمنى لها التوفيق
قال لها :حسنا ...هنا أنزل
تفضلي يا ابنتي
وضعت فرحانة يدها في جيبها لإخراج باقي النقود
رفض الأستاذ علام
أخذها منها
لكنها أصرت بشدة
وقالت له:
أنا لا أقبل إحسانا من أحد
أنا فقط آخذ حقي
دون زيادة أو نقصان
أعطته الباقي
ثم انطلقت تسابق الريح
وعلى وجهها ابتسامة عريضة
تعليقات
إرسال تعليق