♡♡ يرقات مسائية:♡♡
الأديبة/ أناستاسيا امال/ تكتب
يرقات مسائية:
يا حياة، لا نتفق على هذا: تعلمينني القوانين التي تتحكم في الابتسامة بصرامة، ولا تعلمينني كيف أبتسم من جديد......
كانت آخر ابتسامة لي، يوم انتصرت على نفسي في إحدى معاركي ضدك، كانت حليفتك عليّ، والآن بعدما انقلبت قواعد اللعبة، صرت معك عليها وحن ثغري لتمدد يبث الغبطة في القلب.............
حاولت التعالي على الواقع بأضغاث أحلام، فخدعتني، وسمحت لك بالسخرية مني، على أنني إنسانة تحتفل بكثرة الجراح حين ترتشف نخب هجرة الأفراح........
كأني كائن أسطوري، يعبث بطاحونة أيامك، متقمص دور دونكيشوت، ومن خام حمقي أصدر أجود ماسات الذكاء.......
مازلت أحمل الحقيبة على ظهري، وأنزّه خطاي عن وهن الإقامة، أظل أقتات على بقايا ذكريات، وطرقي المتلونة، وبعض ملامح الوطن، وكتاب الزمن الآخر يؤانس غربتي في ذات الوطن......، أقلب صفحاته، وأخادع عقارب الزمن الخارجي، والداخلي فيّ؛ وكلاهما له فرق شاسع في تمدد وتقلص الدقائق والثواني.........
أتوجهُني بوصلتك إلى هنا، موطن الأحزان لألقنهم دروسا في السعادة، والابتسامة، وثغري فقد ذاكرته، ونسي كيف يهيء نفسه لاستقبالها.........
ذات جلسة حميمية لي مع الحزن سألني:" لم تحبين صحبتي، وحتى حرفك يعكسني في ظلاله على المداد؟، قلت له، ولمن يظنني حزينة على الدوام:" ببساطة أتخذك غمدا لإلهامي حتى لا يصدأ، أولم تتأمل في الثمار الحلوة واللينة، التي تتخذ قشرة حامضة وقاسية لتحمي لبها من الجفاف، أو التعفن.....؟!
هكذا أنت بالنسبة لي........، أحيانا أشعر بفيض شعوري متدفق حينما يرتمي تأملي بين أحضانك متحررا من قيد الكم والكيف......."
وأواصل رحلتي في حياة امتدت ما بين راحتي المجيء والذهاب، ولا تتطلب منا التشبث بها للحد الذي نبيح فيه لأنفسنا كل شيء، حتى نحصل على شيء نهايته إلى الزوال كحالنا جميعا........
أناستاسيا آمال
تعليقات
إرسال تعليق