مفاجأة
قصة ~ مفاجاة
الكاتب ~ يحيى سنوسي ~ يكتب...
~~~~~~~~~~~~~~
مفاجأة
أكيد ستمسكني من شعري اللولبي وتنتفه شعرة شعرة وتمسح بجسمي رصيف الطريق المغبر أمام زبائن الدكان الذين ينتظرون دورهم في قضاء حوائجهم. هذا ما ذهب إليه تفكيري منذ الوهلة الأولى منذ ان اعترضت طريقي هي ومرافقتها وملآ علي كل زوايا الإفلات ان فكرت في الفرار من قبضتهما. طريقة وقوفها المنتصب وذراعاها العاريان ولباسها الصيفي الخفيف سيسهلان عليها حركة أطرافها في الشد والجذب والنتف والمسح والرفس وستختم المشهد بالبصق في وجهي.
كل زبناء الحانوت يعرفونني. صاحبه كذلك. الجالسون بجانب الباب على الكراسي والصناديق الفارغة للمشروبات الغازية وهم يتناولون وجبات خفيفة سريعة التحضير كلهم يعرفونني. الفضيحة ستكون أكبر وستنتشر أكثر من الحي الذي ستقع فيه. وسيكون محتما علي تجنب المرور بهذا الشارع لعدة أشهر بل ربما لسنوات. شريط من الصور مر في رمشة عين في رأسي.
امرأة استأجرت لها بيتا لعطلتها الصيفية وانخدعت بثمنه المرتفع وأثاثه الرث...امرأة ربطتني بابنتها علاقة غير شرعية...امرأة تشابهت لها... امرأة مدفوعة الأجر جاءت لتكمل مهمتها.دققت النظر في وجهها جيدا لعل ملامحها تكون خُزِّنت في ذاكرتي.وجه مرافقتها لم يفدني بشيء.هما مجهولتان وأنا معلوم.وحده سبحانه الحي القيوم سينجيني منهما كما نجاني في مواقف أكثر حرجا من هذا الموقف. قبل مروري بهذا الطريق كنت قد توقفت لمدة ساعة عند صديق لي في محله التجاري الذي يوجد في حي آخر قريب من مسرح الأحداث الي وقعت فيه. تناولنا الحديث الرتيب عن الصحة والحالة والحارة والجديد من مستجدات الأخبار. الخبر الأهم في تلك الساعة كان هو سفر صديقنا معاذ الى خارج البلاد دون توديعنا. لم يكن له الوقت الكافي لتوديع باقي الأصدقاء نظرا لظروف السفر الخاصة به مما اضطره إلى تكليف أخته لنقل اعتذاره إلى صديقي الذي بدوره سينقل الاعتذار إلي لأني لا أعرف أخته واظنها حتى هي لا تعرفني لأني لم يسبق لي ان تعرفت عليها. علاقتنا بصديقنا معاذ لا تختلف كثيرا عن العلاقات المحافظة على أصول الإحترام الواجب تجاه أخوات الاصدقاء.علاقة معاذ بوالديه وعائلته تمتاز بالتواصل والحوار وغياب الحواجز بينهم الشيء الذي نفتقده نحن أنا وصديقي صاحب المحل التجاري.
المرأة و مرافقتها اللتان اعترضتا طريقي لم يكن في نيتهما ايذائي أصلا. خجلت منهما وكدت ان أبكي لما سمعت المرأة تقول لي بنبرة حزن وعتاب:
--- إسمع يا ولدي أنت لا تعرفنا أنا والدة صديقك معاذ وهذه ابنتي وقد أوصانا ان نبلغك اعتذاره عن توديعك ان نحن صادفناك في طريقنا...
يحيى سنوسي
27/06/2022
تعليقات
إرسال تعليق