الزاك 7:



 قصة ~ الزاك 7:

الكاتب ~ ابو القاسم محمود ~ يكتب...

~~~~~~~~~~~~~~~~~

الزاك 7:

هذه المدينة تتطير من رؤية بعض الطيور،وتعلق على صدور الصغار التمائم، وتطلي خياشيمنا بالقطران، وترجع كل هزائمها لرؤية بوم أو نعيق غراب ، وتنسب خيباتها ل (تخطي الرماد) .. لكنها رغم شرخ الفوارق مازالت توحد مأدبة العشاء، فتزين بالأرز أطباقها في كل البيوت لتوهمنا بالعدالة.

في هذه الديار تعبر العذارى حبوا بين إطارات السيارات لجلب الحبيب،وما زلنا نسمع بين ثقوب الجدار فحيح الأفاعي ونسمع بين حين وحين موت وليد بسم العقارب.. 

 لازلنا في كل امتحان نلدغ من نفس الجحور آلاف المرات، فنخرج من دائرة المؤمنين.

وقد تعثر بغتة على نفسك مسجونا في أفواه القطط و بين القبور في فك حمار.

في هذه المدينة أصبحنا رغم شساعة أس البيوت نحس بضيق المكان.

هذه المدينة أصابتها شبكات التواصل بداء الخصام مع الأقربين، وفيها صارت أحاديث الجدات التي طالما أطربتنا في سواد الليالي "تخاريف" .

هذه المدينة حين أصابتها لعنة العولمة، تلاشت رسائل البريد، ترملت الأوراق.. وفي يم الهواتف الذكية عبر ميزات اللصق صارت عبارات العشاق ثكلى!! وما بين مسخ ونسخ تشابهت الحروف والعواطف .

هذه المدينة ما زالت تعصر خمرا من ثمار النخيل، تقدم نخبا لليافعين من ماء حياة أصلي،وتلعن كل أشكال النبيذ المستورد بحجة أنها من صنع اليهود.

هذه المدينة في مناهجها تقلب كل مفاهيم الحياة، فتسمي المآسي التي يسببها البغاة قدر، وتسمي غنيمة كل الحروب الجائرة رزقا أتى، وتسمي كل أشكال المداهنات دبلوماسية،وكل صنوف التعدي بسالة.

هذه المدينة لازالت في كل محاولات التوغل لعمق التحضر تخرج صفر اليدين، ولكنها رغم جور السنين لا زالت تتشبث بشرف المحاولة، وتتربع على عروش قلوب مئات الرجال، لكنها من فرط الثمالة حين تزرع في جوفها السرو والزيزفون تنمو بلا ميعاد بعض الأشجار الشوكية 

-18 أبريل 2021.

- أبوالقاسم محمود 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع