قلبك دليلك



 قصة ~ قلبك دليلك 

الكاتب ~ عبد الوهاب ناجي ~ يكتب...

~~~~~~~~~~~~~~~~

قلبك دليلك 

 كان المنزل في حالة استنفار قصوى، أحجار جدرانه العارية تترقب، ونشوان لا يتوقف عن الحركة، بدا بوجه شاحب وعظام بارزة، يجلس على حصيرته، ويفز منها إلى الخارج، يجرجر خلفه صمت نفس مضطربة، تكاد أن  تتمزق، ثم يعود إلى حصيرته، في دورات متتالية، لم يعد يسمع ضجيج محركات سيارات الشارع، ولا مناكفات المارة، كل كيانه مصوب على صوت زوجه/ سعدية، قبلها، حملت مرات خمس، يخرجون قبل اكتمالهم، وبرغم أنها في شهرها التاسع، لكنه الخوف الملازم، والمختلط بالأمل، وصوت سعدية المتوجع، يأتي متقطعا، حتى جاءت الصرخات القوية، أعقبها صوت استهلال المولود، وجاء صوت أمه (آمنة) مبشرة: - ولد.

أشرق وجهه، دخل على سعدية حامدا شاكرا لله على سلامتهما، ووقف فوق المولود مخاطبا: - تأخرت كثيرا يا ولدي، أرهقني الانتظار، واعلمْ بأني قد سميتك سعيدا،  أمامك يا ولدي حياة واسعة جميلة، وأرض طيبة، لكنك ستصادف ناس كثر، قلة منهم كاذبون، وأغلبهم مكذوب عليهم، فاجعل قلبك دليلك.

عبدالوهاب ناجي ناجي

أكتوبر 2022 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع