الخاتم
قصة ~ الخاتم
الكاتب ~ احمد مصري ~ يكتب ..
~~~~~~~~~~~~~~~~
الخاتم :
تهدم بيتها ، وحرق أثاثه فاضطرت الى الهجرة لبلد آمن مع أطفالها ، أما زوجها لاتعرف له مقرا ، ولم تعلم عنه خبرا منذ أكثر من سنتين ، في ليل دامس جاءتهم مفرزة المخابرات ، واقتادته ، ومنذ ذلك التاريخ ، انقطعت أخباره .
في بلد المهجر ، وفي حديقة المدينة حطت رحالها بانتظار الفرج .
باتت ليلتها تحت السماء مفترشة العشب وما أحضرته من دثار خفيف معها ، أثناء النزوح ، وفي الصباح استيقظ الأولاد من نوم متقطع ، يفركون أعينهم يريدون الماء في وسط الحديقة ليغسلوا وجوههم .
مر بهم ، أبو أحمد وهو نازح مثلهم ، رثا لحالهم ، وسألهم عن حاجتهم .
قالت الأم : نريد سكنا ، نأوي اليه .
قال الرجل : اقبلوا ضيافتنا في بيتنا ، ريثما نؤمن لكم سكنا مناسبا .
مشى ابو أحمد ومشى الركب خلفه قاصدين منزله .
رحبت زوجته في القادمين وجلس الجميع يتناولون شيئا ساخنا أعدته صاحبة البيت .
بقيت الاسرة النازحة اسبوعا في بيت الرجل وبضيافته .
نتيجة للبحث المستمر ، وبمساعدة آخرين من النازحين ، وجدوا بيتا لقاء أجر تعهدت احدى الجمعيات بدفعه .
عاشت الاسرة في مدينة المهجر ، ساعدهم أبو أحمد في البحث عن عمل ، عملت الأم في ورشة للخياطة مع احدى بناتها ، كما عمل أحد الأبناء في مطبخ مطعم يغسل الصحون أما الابنة الثانية فقد أدخلت مدرسة قريبة من المنزل مع شقيقها الصغير .
مرت الأيام ، وأبو أحمد يعتبر نفسه مسؤولا عن الاسرة ، يزورهم في أوقات معلومة ويسأل عما يحتاجونه ، وكان مجيؤه مع زوجته مصدر فرح للاسرة ، لأنه كان يحمل اليهم بعض الحلوى .
ولدت زوجته ، وكانت زيارتها للمباركة متوجبة ، صنعت بعض الحلوى ووضعتها في علبة من الكرتون المقوى ، ولفتها بورق جميل الشكل وزينتها بشريطة بيضاء ربطت بها العلبة بشكل جميل أيضا .
قدمت الهدية ، وشكرت مقدمتها .
افتقدت الأم خاتمها الذهبي وهوخاتم خطبتها ، بحثت عنه في الغرفة والمطبخ لم تجده حزنت كثيرا لأنه يحمل ذكرى عزيزة على قلبها ، ذكرى زواجها .
مرت الأيام ، وبعد سنة تقريبا ، قدمت لزيارتها احدى جاراتها مهنئة بنجاح ابنتها وتفوقها في المدرسة ،وهي تحمل هدية علبة من الحلوى .
جلست المرأة وتبادل النسوة الحديث ، وعبارات التهنئة والتمنيات بالنصر و....
بعد انتهاء الزيارة فتحت الفتاة العلبة ، وكانت المفاجأة ، لمع خاتم أمها الذهبي ، عاد الخاتم بعد غياب . علبة الحلوى لاتفتح ولا تؤكل يتداولها المهجرون في المناسبات .
وفي الليل طرق الباب ، فتحت الفتاة ، وصاحت بأعلى صوتها بابا بابا . جاء بابا حبيبي بابا .
المحامي أحمد مصري .
تعليقات
إرسال تعليق