*** قصة خضرة ***
الأديبة/ رومي الريس/ تكتب
قصة خضرة
بقلمي رومي الريس
بعنوان/ قصة خضرة
انفجر موقد الغاز بوجهها
حين كانت تعد الطعام لوالدها وزوجته
غابت عن الوعي وحين أفاقت تمنت الموت فقد
تشوه وجهها الجميل
وضاعت ملامحه
وتحولت إلى وحش قبيح يخشى الجميع النظر إليه
كانت صغيرة حينها
ثم كبرت
وأصبحت شابة في ربيع العمر
لكن لم يتقدم لها أحد
واستغلها والدها من أجل كسب المال من ورائها
حيث ألحقها للعمل بمكتب الخادمات
في العاصمة
ركبت القطار
أخذت تنظر من وراء النافذة بعينين زائغتين
لترى العالم للمرة الأولى من وراء نقابها
الذي ارتدته مجبرة لإخفاء وجهها المشوه حتى لا يخشاها أرباب العمل الذي التحقت به
وهناك عملت بهمة ونشاط ونالت إعجاب وتقدير ربة المنزل
وذات يوم بينما كانت تتسوق كعادتها كل صباح لإحضار متطلبات البيت لسيدتها
لاحظت نظرات ذلك الشاب تلاحقها
و تتسلل إلى أعماقها
في تلك اللحظة سرت قشعريرة باردة بجسمها
انتفضت من شعر الرأس لأخمص القدم
وسارعت بمغادرة المكان
وقلبها تتسارع دقاته
و يكاد أن يتوقف من شدة الفرح والسرور
لكن الشاب لم يتوقف سارع بملاحقتها
وظل على هذه الحالة حتى وصلت إلى مكان عملها
ودخلت وأغلقت الباب خلفها
وقدماها ترتعشان
حتى كادت أن تسقط أرضاً
في صباح اليوم التالي
ذهبت خضرة لشراء بعض الاحتياجات وبينما كانت تسير في الطريق
وجدته وقد ظهر من العدم وهو يقف وجهها لوجه أمامها
وينظر إليها بنظراته الحادة كالسهام المارقة
قالت له بصوت مرتعش:
من أنت ؟
وماذا تريد مني؟
قال لها : أنا معجب بك
... وأريد أن أتزوجك
ردت عليه: أرجوك دعني
أنا لن أتزوج أبدا
فأنا لست جميلة
كما تعتقد
لكنه لم يلتفت لكلماتها
ولم يلق لها بالا
و استأنف قائلا :
لقد أحببتك دون أن أراك
ولا أستطيع أن أتوقف عن التفكير بك
شعرت خضرة بدوار من هذه الكلمات التي لم تسمعها من قبل
وسارعت بالرحيل
لم تنم خضرة في الليل
وظلت تفكر في هذا الشاب الوسيم
كم هو رائع
و تخيلت نفسها وهي تجلس إلى جواره في حفل زفافها
وهي ترتدي ثوب العرس الأبيض
والجميع حولها يصفقون و يزغردون لها
لكنها أفاقت من حلمها الجميل حين نظرت إلى وجهها في المرآة
ورأت الحروق في وجهها و رقبتها
فبكت حتى غلبها النوم
وتكررت اللقاءات بينها وبين ناصح الشاب الوسيم
واعترفت له بكل شيء
وأكد لها أنه لم يغير رأيه بل إنه ازداد إعجاباً بها عن ذي قبل
وذات يوم فوجئت به
يدخل المنزل الذي تعمل به في غياب أصحابه
وطلب منها إعداد كوبين من الشاي
وبعد أن أحضرت الشاي
طلب منها كوبا من الماء
وفي أثناء غيابها قام بوضع المخدر في كوب الشاي ثم قدمه لها
وحين أفاقت
وجدت أنه قد سرق ما خف وزنه وغلا ثمنه
وبين ليلة وضحاها وجدت نفسها ترتدي الأبيض لكن ليس كعروس تزف إلى عروسها
لكن إلى محبس النساء
تعليقات
إرسال تعليق