ذكريات تشرين



 قصة ~ ذكريات تشرين 

الكاتبة ~ اميرة احمد زايد ~ تكتب...

~~~~~~~~~~~~~~

ذكريات تشرين


أتذكر  شجرة الصفصاف تلك؟

 بخطوات متباطئة ذهبت إليها... بخطواتي المتعثرة على سطح بات مليئ بحصى الزمان.

 أهداه الوقت بعض الأشياء، وخلفي هو يرد عليّ بصوت خفيض، لم تعد أرض غرامنا كما كانت! 

وجدت بقايا جذع كُتبت عليه حروف أسمائنا منذ سنوات وقد غطاه خريف الأيام. 

جلست عليه أرمق الأيام الخوالي وهي تتوالى عليّ، مع كل ورقة شجر جافة تطير نحو قدمي بفعل هواء تشرين، كأنها مشتاقة لي، أصبحت عجوز ولكنها أصرت على لقائي رغم عجزها لسنوات. تساءلت عن حالي، بابتسامة حزينة قُلت لها لا أختلف عن حالك فقد رسمت الأيام فنها على وجهي وصوتي.

 لكنها وجدت قلبي منيع ضد النسيان، إلتفتُ اليه وجدت عَبرة هاربة على وجنتيه، وبدون سؤال أجابني. 

كم أشتقت اليكِ؟! كم قتلني البعد في ليالي الحرمان؟! كل ليلة أتحدث إلى القمر لعلمي بحبك له، أناجيه وأحدثه عنك.. وكيف افترقنا، وحياتي بدونك كيف صارت. 

أتوسل اليه أن يستميحك في الرجوع، أشكو اليه قلة حيلتي في بعدك وهواني على روحي، 

لم يكن عندي شك أنكِ تسمعيني

مافقدت الأمل إنك‌‌‌ِ لي. 

واليوم هو يوم مولدي، ما فات بدونك حياة برزخية بين الحياة والموت، اليوم أُلملم شظايا روحي الممزقة، اليوم فقط أنا بين أنفاسك أحيا، فهل تقبليني ضلع زائد بجوار الفؤاد؟

 أن كان جوابك نعم أحييت نفسًا ووجب لك الجزاء، وإن كنتي لي رافضة، فيا ويل عيني من البكاء. 

أومأت برأسي وأجبت إني أحب فعل الخير، والأقربون أولى بالمعروف.

      أميرة أحمد زايد 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع