عناقيد الحصرم



 خاطرة  ~ عناقيد الحصرم 

الكاتب ~ أبو القاسم محمود ~ يكتب...

~~~~~~~~~~~~~~~


--------عناقيد الحصرم------


أخبروا الشعراء أني لم أرتكب يوما جرم القصيدة، أخاف التيه بين البحور المتلاطمة !! أنا لا أركب الموج ، لمن أصيد المحار في مدينة تكمم أفواه السنونو ؟ ومن يا ترى أحق بالإبحار، أنا أم بيت القصيد ؟

بلا أشرعة وبلا مجذاف ، محاط بتعقيدات تخر لها الجبابرة ، فلم أضاعفها بحرف الروي ومتاريس التفعيلة ؟

حين أقرر السفر لشطآن المداد أسرج الأبجدية ورقا أبيض ، أمتطي دمقس قريحتي ،

 أذكر محبرتي بأيام الشقاء وأزمان الإنكسار حتى إذا ما دمعت تشدو مقلها لحنا مسموعا ، ليس للأقلام ذاكرة سمك ،

 لذلك فالرهان على بسمتها وقت ضيق ضرب من جنون.. والدمع في مواضع الفرح فن تتقنه التماسيح !!

قولي لهم أيتها الطرق المعبدة بالطين : أني إلي مرجعكم معاشر السفهاء ..

وأنا سأكتفي بقراءة آية على رمس الشهيد، أكفكف أدمع زوجته الثكلى حين  تقرأ عن تتويج الخونة ..

أتملص من قوانين الخليل لأنثر نصا في يتم الوطن ..

أنا لست كاتبا، ما فائدة الحروف حين يعلوها الغبار على أرصفة الزمن وحين يطالها النسيان، ما فائدة المطبوعات حين تثكل كالبعران الجرباء..

لا تكتب ، لا تحمل أسفارا على ظهرك المنهك ،فحين  تضمأ لن توفر لك شربة ماء ..

إجعل كل محاولاتك محض هواية ، كلعبة غولف تلجأ إليها  كما يفعل زوار القصور حين يشبعون .. تحج لترتيق تقوبها حين يداهمها التمزق..

أنا أحاول بناء نصيص يليق ببضعة قراء، أكتب ما يخالجني نفسيا بمداد من صلصال الأرض لأسقط نظرية (موت المؤلف) .. لا أهتم لخطا نحوي هنا وهناك فلست أحفظ ألفية ٱبن مالك ولم أقرأ يوما صفحات الأجرومية ..

سأظل أرسم بين الفينة والأخرى قصصا وحكايا، قد لا تلتزم بمعايير التجنيس والقيود الموضوعة، لكنها بوح يستدعي تأويلا يغوص في (التورية) .. و حين تتنكر لي الملتقيات الفنية أفوز بشرف المحاولة ..

أنا عربي الهوى ، زاكي المولد ، يوجعني كمد طويل يمتد من المحيط إلى الخليج ..

ضمد جراحك بيديك ، وٱصرخ ملء حبالك الصوتية بين الأوراق ولا تبالي، واسكب مداد الكبرياء على الجلنار والخزامى حتى لا يموت العطر وحتى لا يشيع الصمت إلى الأبد.


-أبوالقاسم محمود 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع