لملمني



 خاطرة ~ لملمني 

الكاتب ~ ابو القاسم محمود ~ يكتب....

~~~~~~~~~~~~~~~~

لملمني


حين قررت كل الأشياء  أن تنجرف من حولي بقيت أنت ثابتا كما عهدتك ، انسلخت كل التوابع فجأة كالزبد وظللت متشبثا بي ، تطوي أوراق وجعي وترميها بعيدا 

 لم تبرح مكانك ..

حين تجاوزت البرودة  في داخلي حدود اللياقة وأخذ مني الجفاء ما تركته صروف الدهر  .. 

كنت نبراسي لما ٱستكانت كل المصابيح لسواد الليل و حين تبرأ الكل من إنسانيته بقيت وحدك تحت سياط الإنتماء للبشر ، مكلف جدا الحفاظ على نقاء السريرة والبقاء في المربعات الآدمية، الإنتقال لعقيدة الثعالب لا يحتاج لأي جهد ..

كانت الصباحات في وجودك مشرقة رغم الألم ، الإحساس بالوفاء ترياق لا تجيده سوى فصيلة الكلاب وقليل من البشر ، أنت يا من بريد عطره قمر تنبلج لرؤيته البسمات وتبرق له العيون ، 

أنت القابع وحدك فوق البطين من تستطيع إيقاظ قرص الشمس في دجاي ، أنت من له القدرة على انتشالي من بيئة الذبول لرياض الياسمين، و جعل  أصابعه فراشات ترفرف حولي و يديه جناحين ..

طر بي أيها البلشون حيث تريد فقد بلغ الشوق النصاب ، أسكني وإياك بعيدا عن مخالب الوجع ، 

هيا بنا أنا وأنت إلى ما بين شريان السماء و وتين الأرض، هنالك متسع للبقاء قرب البجع وطيور السنونو ، سر بي بعيدا عن متناول المتربصين بكل لقاء سري فهنالك في كل زقاق  شهود عيان ..

إنتشلني بالله عليك، من عتمة المكان لبريق عينيك، لميناء ترسو عليه سفينتنا قرب أزهار الدفلى ، ضعني وحدي بعد كل ياء نداء دون سواي وازرعني بين معاطفك لتشد الرحال لي حين تشعر بالبرد .. 

أترك أبوابك مواربة !

وافتح كل نوافذك من أجلي 

فأنا حين الأشواق تشتتني

آتيك على شكل شظايا 

أطير بلا عنوان على أسنمة الريح 

لأقتحم وحدتك 

لملمني على أعتاب فؤادك 

أحفر لي قبرا بين أذيني القلب

قبل رحيل العمر.


-أبوالقاسم محمود

26 يناير 2023 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع