*** من ***
الكاتبة/ سعيدة محمد صالح / تكتب
من
_ من؟!
مسك القلم وبدأ يجرّه على ورقة بيضاء عريضة مدوّنا الٱتي: "ويحدث أن تراسلك روح ، فتنبت ابتسامة شفيفة بين دمعات ساخنة ، تنبض في قلبك بدم حيّ ، ليس من دمك ، ولكن تشعر بأنّ هناك كيانا لا هو بعيد ليأتي ولا هو قريب ليبادلك التحيّة ، والثرثرة على فنجان القهوة ، بل هو يراوغ معك الوقت ، ويتنفّس ملء رئتيك ، بأوكسجين نقيّ ، تحاول أن تمرّر يدك وتخلّخل شعرك ، ليستقيم الوضوء بشمس تعلن عبورها بين الأوقات !" توّقف حين بزغت أحداثها الغريبة رغم أنّه لا زال على يقين بأنّها هي ، من تزوره كلّ ضحى ، وكلّ هزيع أخير من ليله المقفر ، ،على يقين أنّها من تعدل نوتات خطواته ، وتنهي حيرته .
_ لم ينس كيف وجد حقيبة أوراقه حين أضاعها في المول ، فهي من أعادتها لدرج المكتب ، وأيضا مفاتيح البيت ٫ وثيابه التّي تصففها بعناية على المنضدة ...
_ كلّ ما حدث كان يراه عاديّا ، إلاّ تلك القهوة السّاخنة التّي ضلّت تنبش في عقله !
من أعدّها ؟!
لا يعقل أن تكون هي فالأرواح لا تحبّ النّار !
فهي تعشق السير على سطح الماء !
_من رتّب السّرير ووضع الوسائد بذاك الشّكل الأنيق وبسط شرشفا من الستان الهندي عليه ؟!
_من زرع الحبق في أصص الشّرفة ؟! وبابها لم يفتح منذ رحيلها ؟ !
_ قطع كلّ هذا صوت طبيب التخدير مناديا عليه ليختبر مدى تأثير جرعات البنج على وعيه ، في غرفة العمليّات !
سعيدة محمد صالح _تونس
تعليقات
إرسال تعليق