تساءلت وبقوة
قصة ~ تساءلت وبقوة
الكاتب ~ عبد القادر صالح ~ يكتب..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تساءلت وبقوة لماذا تعاملوني هكذا ،هل لمجرد كوني فتاة وسط الذكور ،كانت تشعر برهبة من كثرة تلك الأوامر التي تحيط بها وتعيق من تقدمها، بدت لها كلمة لا النافية والناهية أنها درة اللغة والمعاجم العربية ،بدأت تشعر بذلك الأفق المغلق الذي يحاول أن يمنع عنها نور الله وصفاء السماء الحانية ،مضت تتساءل وبحرقة ، الله يوجب والبشر تمنع، الله يعطي والناس يصيبها البخل و القساوة ،كانوا يبثوها مشاعر بأن الحرام هو كل ما يحيط بها حتى ذلك الهواء الذي تتنفسه ربما يحتاج إلى فلترة.
نعم إنه ذلك الضغط الذي يكاد يولد بعده الإنفجار، حاولت كثيرا أن تشرح ،تحلم بمن يسمع لها ولكن هيهات من ذلك التحجر الذي أصاب العقول والقلوب .
لم تعد تقوى على الوقوف ،فكيف لها أن تمضي وتستمر تجادل وتحارب كل ذلك الشر الذي يواجهها ،كل تلك الأفكار المقيتة، أشبه بمن يعشق رائحة الزهور الفواحة يقطفها ، ثم يقطع عنها نسغ الحياة ويهدرها على الطرقات لخطوات البشر .
لم يكن لديها من الخيارات الكثير، حاولت أن ترمم بعض من ذلك الجهل الذي بدأ ينهش من عظامها و أفكارها ،حاولت نزع ذلك السواد الذي يرشح من لباسها دون جدوى .
كانت تضحك وتكاد تصيبها هستيريا عندما تسمعهم يقولون(رفقا بالقوارير)وهم يكسرونها صباحا ومساء وهي تعلم أن المجتمع ليس كله كذلك وهناك فيه من يعشق العدالة ينشرها بين أولاده وأهله ،تعلم بأن حظها العاثر أوقعها بأهل بهم رهاب فظيع ،يعظمون الذكور ويهابون الإناث ولا يعلمون بل يعلمون أن الجنان تحت أقدامهم.
كانت أشبه بمعادلة من الرياضيات، حلها بسيط لكنه عقم الطالب الذي لا يدرس ،فكيف يصيبه النجاح .
وهكذا لم يكن أمامها إلا أن تدعي بينها وبين نفسها بأنها يتيمة في هذه الدنيا وليس لها معين سوى الله.
اليتيمة.
عبد القادر صالح .بقلمي
تعليقات
إرسال تعليق