جدائل أرجوحتها



 ق . ق~ جدائل أرجوحتها

الكاتبة ~ ريا حسن حمزة ~ تكتب..

~~~~~~~~~~~~~~~

                .......جدائل أرجوحتها .......


مازالت جدائل ذاك الزمان شاهدةً على صدى  ضحكتها المخملية .


فقد رجعَ إلى الحي العتيق بعد  غيابٍ ؛ أقصاه غرباً خارج عطر تراب ندّيّ تنصّل من بين يديه كما تبرّأت ضفائر عمرها ..

عاد يقلّب صفحات ذاكرته  على ضفاف ساقيةٍ تهمس للحسون في عزف فيروزيّ على وتر شجرة الصّفصاف

لحنَ الشّمس ، وقد لفحت خدّه بسمرة عينيها 

كزنود سنابل القمح في قريةٍ  تسامر أغاني الفلاحين متحلّقين حول القمر على سطوح بيوتهم 

في ليالي تموز .


كانت ترفل بقصص الخيال التي تحكيها لأمها  والقرويات عن إعصار يهدّد وجود الفرح في القرية . 

ولم تفطن يوماً أنْ تكون هي  في مهب هذا الإعصار


  إذ علت الأرجوحة في الفضاء وهي تسابق صهيل سعادتها  طائرة في السّماء

       قائلة له :

 أعلى..    وأعلى.....  و أعلى ؛ لأمسك النجوم ، ومدّت ذراعها الصغيرة نحو الهواء ،

 فتناثرت خيوطاً ذهبية في رذاذ الأمل ،

و رفرفت بانسدال شعرها شعاعاً يحيط بزبد البحر 

لكنّها لاحركة بل سكون .


صرخ في عنان الخوف فلم تجب  .

استنجد بملاك روحها فلم تستجب .

طارد الشبح محاولاً إنقاذ الطفولة 

لكنّها سبقته في مرادها أن تكون نجمةً في السلام


فتساقطت أحلامه على حافة لوحٍ رخامي يبكي حروف اسمها 

في مكان خالٍ إلا من دمعٍ مدرار يرشّ الآس عطراً حول براءتها 

فيمسك عبقاً من ثراها  يقبّله  موارياً بيدٍ مغضّنة عَبرات هَرمٍ في الأربعين بات منتحباً على طلل في مهد الوعد .....  


ربا حسن حمزة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع