الهروب
قصة ~ الهروب
الكاتب ~ محمد السعيد جمعة ~ يكتب ..
~~~~~~~~~~~~~~~~
#الهروب
[ لقد سئمت البقاء في هذا المكان الكريه، لم أعد أتحمل سماع صراخ المرضى ولا رائحة الأدوية، خرجت متسللاً في ساعة متأخرة من الليل، وعلى غير العادة لم أجد من يقابلني فيصرخ في وجهي أو يدفعني أمامه إلى عنبر المرضى، كان الباب الخارجي للمستشفى مغلقاً وعندما اقتربت وجدته مفتوحاً على مصراعيه !! ، خرجت مسرعاً لعلي أجد أحد المعارف فأحكي له عما عانيته في المستشفى، الشوارع خاوية والبرودة قاسية جداً في تلك الليلة، الجرح يؤلمني بشدة،أيمكن أن أظل سائراً هكذا ولا يقابلني شخص واحد في الطريق؟ ، يالها من معاناة يبدو أنني ضللت الطريق... الشارع طويل لا أرى نهايته، جدران المنازل عالية وسوداء حتى الأبواب والنوافذ سوداء، بدأ الخوف يتسلل إلى نفسي فحولي أصوات عواء وصراخ وبكاء وضحكات هيستيرية، وأنا أجر قدماي والجرح يقتلني من الألم، من بعيد..ثمة أشخاص على الرصيف وبينهم شخص مُمدد على الأرض، اقتربت منهم ويالها من فاجعة.. لقد قتلوا الرجل طعنه واحد منهم بسكين حاد، عندما أحسوا بوجودي تركوا القتيل واتجهوا نحوي، كانت ملامحهم غريبة حاولت الهروب ولكن يبدو كأنني التصقت بالأرض، أمسكني واحد منهم وضغط على عنقي بعنف وألقاني فوق القتيل، كان القتيل قد كفي على وجهه، عدلته فصعقت عندما نظرت إليه ورأيت ملامحه .. لقد كنت أنا القتيل إنه أنا أنا فعلاً !!! أنتابتني حالة هيستيرية وانطلقت إلى الشارع كالمجنون.. وقعت في وسط الشارع حاولت أن أخنق نفسي...وفي تلك اللحظة أفقت على صوت طبيب المستشفى يحدثني بلهجة عنيفة :إن لم تكف عن الصراخ فإنك تؤذي نفسك وأخذ يوضح لي خطورة الحركة والانفعالات على الجرح..وعندما خرج لاستدعاء الممرضة لإعطائي (حقنة مسكنة)تساعدني على النوم.. كنت أفكر.. وأسأل نفسي :
..هل يمكن أن يرى الإنسان نفسه وهو مقتول؟ ؟ ؟
********************
قصة (الهروب)
من كتابي (#حكايا_الزمن_الأخير)
محمد السعيد جمعة
تعليقات
إرسال تعليق