صاحب الناي الطويل



 قصة ~ صاحب الناي الطويل 

الكاتبة ~ هاجر فارس ~ تكتب..

~~~~~~~~~~~~~

صاحب الناي الطويل


كنت أقاوم حلاوة النوم و دفئ الأغطية لأستيقظ قبل الفجر. أتوجه مباشرة إلى الشرفة بشعري المنفوش أنتظر مجيء صاحب الناي الطويل.

ولو أن مروره من زقاق حارتنا كان وجيزا إلا أنه كان من أهم الطقوس الرمضانية. لقد كنت أستمتع بصوته العذب وهو يعزف بنايه تارة و يردد ابتهالات و أذكارا تارة أخرى. ولا أبرح حتى يختفي عن ناظري، فأركض بعدها إلى أمي كي تناولني تمرا و كأس حليب" بركة السحور" وهي تردد: "لا تنسي نية الصوم".

أتوضأ بعد ذلك و أجلس قرب أبي نتلو معا ما تيسر من الذكر الحكيم بانتظار آذان الفجر.

تمر الأجواء الرمضانية و أنا أستمتع بكل تفاصيلها حتى تلك الصغيرة منها حتى حلول عيد الفطر المبارك.

 فيمر صاحب الناي الطويل صبيحة يوم العيد بجلبابه الأبيض و طربوشه المغربي الأحمر و هو يردد عبارات التهاني، فتقدم له ساكنة الحي  بعض النقود كل على قدر استطاعته، عرفانا له.

مرت الأعوام و سمعت بخبر وفاة صاحب الناي الطويل. 

لقد غادر و أخذ معه كل شيء جميل حتى عاداتنا و تقاليدنا التي بدأنا نتخلى عنها شيئا فشيئا.


هاجر فارس من المغرب😊 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع