رهان خاسر



 ق . ق~ رهان خاسر

الكاتب ~ عبد الغني تلمم ~ يكتب....

~~~~~~~~~~~~~~

رهان خاسر      


بمجرد أن انتهى الحجر المنزلي خرجت أعدو كخيول السباق.. أعانق الدروب و الأزقة و أتطلع لزرقة السماء الصافية. كنت سعيدا لا تكاد رجلاي توقفاني إلى أن اصطدمت في أحد المفترقات بآنسة فأوقعت كتبها.

نظرت إلي في حنق و صاحت.. ألا ترى يا أحمق؟ فأجبتها..  

الأحمق هو من يخطئك يا آنسة.

توقفت عن جمع كتبها و أردفت متعجبة.. ما قصدك؟

أجبتها.. الفتيات لا يرغبن في سماع الحقيقة لأن الحقيقة لا تجامل.

استجمعت وقفتها و كبرياءها.. جلست هنيهة تحملق في عيناي ثم همست باعتداد و جرأة..

و ماذا عندك لتخبرني به عن نفسي دون أن أعلمه أيها المعتوه؟

قلت لها.. اصطدامنا كان مقدرا و لا دخل لي فيه.

قوست حاجبيها ثم صاحت.. و كيف ذلك أيها المراوغ؟

أجبتها.. يا آنسة! تحبس الخيول مع المأكل و المشرب و لكنها لا تستغني عن الشمس و الضياء.. الضياء يا آنسة يغري بالقرب و الدفئ !!

لم تعرف مصدومتي بم تجيب و هي التي كانت تنتظر أن أعيرها. بدت كمن فقد بوصلة التفكير و تمتمت.. هل تمزح؟

ساعتها أمسكت يدها و همست تحت مسمعها..

آنستي.. اعذريني إن لم أرك.. فالشمس في أوجها لا نصوب أنظارنا إليها... و أنت شمس يومي!!

تهللت أسارير وجهها الملائكي و هي تحاول إخفاء وقع كلماتي عليها و همست بنبرة حنان..

لا بأس.. لم يحدث شيء.

أجبتها بخبث رومنسي.. بل حدث!! ثم أردفت:

لمن تلك الكتب بيدك.. هل أنت طالبة؟

أجابت.. أجل و أبحث عن مقهى ذات صبيب عالي لأتمكن من الدراسة.

تهللت أسارير وجهي و أنا أبشرها:

يا للصدفة مقهاي بمواصفاتك! أترين اصطدامنا كانت ترعاه السماء..

ابتسمت و قالت لي.. إذا أرني مقهاك أيها المصدوم.

رافقتها إلى المقهى و أنا كالطاووس.. جلسنا و بدأنا نتبادل النظريات و النظرات رغم بعد عهدي بالجامعة. لكن في عز النشوة لا بد أن يبهرك أحدهم بغباءه.. صديق لي رآني فصاح.. 

جواد.. هل نتشارك في رهان الغد؟ تختار حصانين و أنا اثنين. 

ضحكت صديقتي و هي ترمقني بعيون شامتة و همست لي.. 

يبدو أنك أخذت ما يكفي من الدفئ لتعود إلى حظيرتك أيها البغل. 


الكاتب  عبد الغني تلمم                       المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع