المليار الذهبي
قصة ~ المليار الذهبي
الكاتب ~ د. صبري غانم ~ يكتب....
~~~~~~~~~~~~~~
المليار الذهبي
صديقي العزيز :
قد يكون ما تسمعه صادما
فأنا أحد العلماء العاملين في أحد المعامل السرية في دولة ما
و نحن نعمل على الجينوم البشري ؛ و تنقية الجينوم البشري من الأمراض الوراثية و عمل طفرات في الجينوم لإنتاج جينات جديدة أقوى في النمو العضلي و العقلي
و قد تجاوزنا المرحلة الثالثة في الدراسة و بدأنا التجريب على الإنسان و كانت النتائج الأولية مبهرة ؛ الصفات الوراثية في الجيل الأول لا تتأثر بالأمراض التي يتأثر بها بقية البشر
و النمو العضلي و العقلي رائع
اخيرا حصلنا على ما نريد هكذا تحدث رئيس المجموعة و نحن نري النتائج أمامنا
و بدأنا نعمل على تحميل الجينوم البشري على فيروس يستطيع نقله للبشر
و كانت هذه مهمة شاقة جدا "الجينوم البشري كبير جدا " و يحتاج إلى فيروس يحمله بنفس الحجم و هذا لم يكن متوفرا في الماضي
استطعنا بعد محاولات كثيرة و استخدام تقنيات معقدة من توليف ثلاث فيروسات في فيروس واحد قادر على حمل الجينوم البشري
بقيت المشكلة الأخيرة و هي نقل الجينوم البشري النقي إلى الإنسان
حدثت طفرة ما أثناء التحضير فبعد نقل الجينوم النقي إلى الإنسان تحول إلى جين خارج عن السيطرة
بعض الحالات التي تلقت الجين استجابت بطريقة مثلى كما خططنا لها
و البعض الأخر هاجم الفيروس خلايا الانسجة في القلب و الكبد و الكلى و الدماغ و أدي إلى نزيف حاد و وفاة في فترة قصيرة لم تتجاوز شهرا
انقسم العلماء في المعمل إلى قسمين ؛ قسما يرى أنه يجب التوقف عند هذا الحد و غلق البحث و التجارب
و أخر يرى أنه لابد من الاستمرار في البحث و البحث عن حلول لهذه المشكلة و محاولة حلها
للأسف كنت أنا من القسم الثاني
ما حدث بعد ذلك هو أن زملائنا أصحاب الرأي الأول تركوا المكان و عادوا إلى ديارهم " هذا ما اخبرونا به " لكن في الحقيقة لم يعد منهم أحد إلى منزله عرفنا هذا بعد فترة
أكملنا عملنا و تغيرت خطة البحث من حل لمعضلة السيطرة على الفيروس الحامل إلى توجيه الفيروس الحامل و المسبب للوفاة إلى أعراق معينة من البشر
و بعد النجاح في تجاوز هذه الخطوة بقيت وسيلة النقل الآمنة التي تحافظ على الفيروس خارج الجسم و النقل إلى البشر عبر وسيلة سهلة كالطعام أو الشراب
و بعد محاولات مضنية وصلنا إلى النتيجة النهائية و أصبح من السهل نقل الفيروس الحامل للجين البشري الموجه عن طريق مياه الشرب و من السهل وضعه في مياه الأنهار
و الأكثر من ذلك هو عمل غشاء وقائي حول الفيروس الحامل و أصبح لا يتأثر بمواد التعقيم المتاحة
و الفيرس عنده مقدرة شديدة على التكاثر و النمو و نقل العدوى
و تم تصنيع كميات منه لتنشر العدوى في جميع الكرة الأرضية
تم نقل النتائج إلى مقر الشركة الأم القائمة على البحث و تم غلق المعمل
كتبت هذا و بعثته عبر البريد الإلكتروني لك يا صديقي العزيز و أنا أشعر بأن هناك شيئا يدبر للتخلص منا
صديقك الوفي …….
عندما حدثني صديقي عن الرسالة التي بعثتها له و أطلعني عليها لم أكن أتذكر شيئا
هناك خمس سنوات تبدو كثقب أسود بداخلي ; يختفي بداخله كل شيء
أخر ما أذكر أنه تم حقني في مقر الشركة بحقنة خاصة مغذية
د/ صبري غانم
تعليقات
إرسال تعليق