المتشرد
قصة ~ المتشرد
الكاتبة ~ سارة محمود ~ تكتب...
~~~~~~~~~~~~~~~~
المشرد.
خلف الجدران ...هناك آلاف الحكايات
تعاهدت ألا تبوح بها
وخلف النوافذ ...أرواح أخفت نفسها عن الجميع .
ولكن الشوارع فضحت أسرار ساكني الأرصفة...على ذلك الرصيف في تلك الزقاق هناك يجلس ذلك الشاب ذا العشرين
ربيعا يكسو وجهه لحية سوداء ...أشعث أغبر..تعلو أكتافه الهموم ..يناجي حروفه وتناجيه
وكأن الأيام عادت ...عادت وقد فقدت ملامحها بدونك يا أمي
انتفضت الحروف...تزفر شهيقها من الألم
قائلة:
أتفتت بين الأسطر ..
اكتفيت ألما ...
لم أعد قادرة على المواصلة ...
أنا متعبة ...متآكلة حد الوجع ...
دعوا الأوراق خالية مني ...
ما زلت أذوب حد الشوق ...للقاء
ولم تسندني تلك التنهيدة الطويلة ...التي تشق صدري كلما مررت بي طيفا زائرا...
عادت الأيام ...مشوهة ...ياأمي
لم ترحم قلب حرفي المسكين ...
نحرتها ...على عتبة الصمت ...
ومابين رجفة صمت ....وحروف ثائرة ..
أمارس طقوس ....كتابة ....
أعود للغتي المشعوذة...لأكتب طلاسم الحروف ...
أمي ....بعد غيابك لم أعد انا ...عدت شخصا غريبا عن نفسي
ونفسي غريبة عني ...
أنا ذلك الشخص الذي يختنق من عقله ...
وأفكاري أصبحت حبل مشنقة حول عنقي ...
والصداع جعل رأسي طبل لفرقة موسيقية ....
وقلبي أصبح مقبرة للطمأنينية ....ومأتم للسكينة ...
وها أنا ..أروي حكاية ابنك المشرد.
بقلم سارة محمود
تعليقات
إرسال تعليق