قارب الموت
قصة ~ قارب الموت
الكاتبة ~ سارة محمود ~ تكتب ..
~~~~~~~~~~~~~~~
قارب الموت
حمل حقيبته البالية ، محشو فيها بعض الملابس القديمة وصورة لوالدته ،وبعض الجنيهات.
ركب ذلك القارب الذي أكل الصدأ أطرافه وتراكمت عليه أجساد البشر تفوح منهم رائحة الفقر والشقاء.
فكانوا وليمة يتنازع عليها كل من البحر وبلاد الغربة
فكان البحر أقوى فالتهمها
وخابت جميع السيناريوهات التي خططتها لهم بلاد الغرب للذين فقدوا الشرعية
.من جلوس على الطرقات والمبيت بالشارع والأكل من القمامة وهذا ما كانوا يبحثون عنه ويسمونه حياة كريمة.
آلاف الحكايات ...تاهت عن أصحابها كما تاهت عنهم حقائبهم .
آلاف الضحايا تاهوا كما تاهت عنهم صور أحبابهم.
في عرض البحر يا أمي يتساوى كل من الموت والحياة ...وفي لحظات يصبح الموت أمنية ...
أجسام منتفخة ...طافية على السطح ..صبغها اللون الأزرق
كيف لهذا الكم من البشر ...أن يتفقوا على نفس المشهد .
أنا لا زلت في الجزء الأعلى من القارب .. لا زلت عالقا على قارب الموت .أشاهد كل هذا المشاهد ....وأتجرع الموت مع كل شخص يغادر هذه الدنيا
التي ذهب إليها بكل ما فيه ...وخذلته بكل ما فيها .
لكن لا أعلم متى يحين دوري .
بقلمي سارة محمود
تعليقات
إرسال تعليق