بُمبة
قصة ~ بُمبة
الكاتبة ~ نجوى حسيب ~ تكتب...
~~~~~~~~~~~~~~
(بُمبة)
الحاصلة على المركز الأول في قصص الأطفال...
.
(بُمبة) طفلةٌ شقيةٌ،
سمينة ولها خدين حمراوين،
عيونها واسعة،
تحب التهام الكثير من الطعام،
ولكنها دائمًا تختار الطعام غير المفيد،
وتبدأ بحشو بطنها بقطع من الحلوى والسكاكر،
ورقائق البطاطس المملحة.
كثيرٌ ما كانت أمها تمنعها من هذه الأطعمة ولكنها كانت تعاند وتبكي وتُصر على هذا،
كانت أمها حزينةً من أجلها وخاصة أن وزنها بدأ يزداد بشكلٍ ملحوظٍ،
حتى أطلق عليها الجميع اسم(بُمبة)،
وكانت تضحك كلما دعاها أحد بهذا الاسم،
ولكن مع مرورِ الوقت تحولت ضحكاتهم إلى سخرية حينما كانوا يشاهدونها تأكل بشراهة وتصدر أصواتًا غير مقبولة،
أو تقع أثناء اللعب لثِقل وزنها وبطء حركتها،
ولشدة حبها للطعام كانت لا تُعير هذه الأشياء
اهتمام،
ولا تنتبه لنظراتهم وتأففهم منها،
حتى جاء يوم وفقدت
(بُمبة) كل أصحابها،
كانت (بُمبة) تشعر بالضيق كلما رأتهم يتوارون منها ويهربون،
و أصبحت حزينة جدًا بعد فقدها لهم،
جلست(بُمبة)
على أرجوحةٍ في حديقةِ منزلها،
ولكن فجأة انقطع الحبل ووقعت، وبدأت تبكي بشدة وهي تضع وجهها في الأرض وترفص بقدميها،
وحينما رفعت رأسها
فظهر لها كوخ جميل مصنوع من البسكويت والحلويات ومزين بألوان
زاهية حتى مصابيح الكوخ مصنوعةً من برطمنات المُربى،
والشبابيك قطع من الشيكولاتة مدبجةً بزهورٍ من المارشيميلو، وتنبعث من شباك الكوخ رائحة فطيرة المُشمُش التي تعشقها،
وحينما اقتربت التفت بسرعة حول قدميها شبكة موضوعةً بطريقةٍ لا يراها أحد،
صرخت
(بُمبة) متغيثةً ولكن لم يُجبها أحد،
وظلت معلقة
حتى فُتح باب المنزل فجأة وخرجت منه إمرأة عجوز تمسك بيدها فطيرة ساخنة من المُشمُش وكوب من عصير الفراولة،
وهنا طلبت منها (بُمبة) أن تنقذها،
وبالفعل أنزلتها العجوز ،
ومدت العجوز يدها بالفطيرة والعصير،
لم تفكر (بُمبة) للحظة بل ارتشفت كوبَ العصيرِ وهي تمزق الفطيرةَ بأسنانها الصغيرة،
وحينما انتهت من الطعام لم تشعر بشيء،
ووجدت نفسها في غرفةٍ
مغلقةٍ فرحت في أول الأمر لأن حوائطها مصنوعة من مختلف الحلويات والشيكولاتة،
وبدأت تلتهم قطعة من هنا وجزء من هنا،
وعندما كانت تلعق أصابعها
دارت عيناها
في المكان باحثةً عن ماءٍ لتشرب،
ظهر لها أرنب وردي اللَّون، تعجبت من وجودِه وسألته :
ماذا يفعل هنا؟
أخبرها بأنه جاء من أجلها،
وأنها هُنا قيد حبس المرأة العجوز التي تجهز حالها لالتهامها
عندما تجوع،
ارتعبت (بُمبة) ولكن لم تصدقه في أول الأمر ولكنه جعلها ترى المرأة العجوز في بلورةٍ سحريةٍ يرتديها في رقبته،
فرأت (بُمبة)
العجوز تجهز إناءً كبيرًا وتضع فيه
مجموعة من الخضروات مثل الجزر والبطاطس والبصل وتضيف إليها التوابل،
وتغني قائلة:(بُمبة. بُمبة) سمينة مثل الكرنبة
لحمها جميل ولُعابي عليه يسيل.....
خافت (بُمبة)
وسألت الأرنب:
لِم أنا بالذات؟
فأجابها لأنك تأكلين كثيرًا من الأطعمة والحلويات.
بكت (بُمبة) وطلبت منه مساعدتها..
وافق بشرط أن تلتزم بحميةِ للطعام تحتوي على الخضروات والبروتينات وأن تبتعد عن الحلوى والأطعمة الجاهزة والنشويات.
وافقت (بُمبة) على الفور،
وبدأَ الأرنبُ خطته بأن يظهر هو للمرأةِ العجوز فيختطف جزرةً وهي سوف تطارده كعادتها وبذلك تسنح فرصة (لبُمبة)للهرب،
وطلب أولًا منها أن توسع النقرةَ التي يدخل ويخرج منها حتى تناسب جسم (بُمبة)
للخروج،
وبالفعل بدأت (بُمبة) في
كسرِ قطع الحلوى وإلقائها بعيدًا
وكانت تسمع العجوز تقهقه بصوتٍ عجيبٍ
مُخيفٍ وتقول لها:
إلتهمي جميلتي مزيدًا من الحلوى ليحلو مذاقك أكثر وأكثر،
وتطلق ضحكةً فتزيد
من خوفِ (بُمبة) وسرعتها في العملِ ،
وأثناء ذلك خرج الأرنب وخطف الجزرة وخرج من الباب يجري ورأته العجوز فقفزت وراءه تطارده لتستعيد جزرتها،
وأثناء ذلك لم تنتبه العجوز للشبكة فوقعت أسيرةً فيها مثلما فعلت في (بُمبة) وتعلقت بداخلها،
وهنا خرجت (بمبة) مسرعةً والعرق يتصبب من جبينها و أطلقت لقدميها الرياح،
ولم تلتفت وراءها وكانت كلما ابتعدت تسمع صُراح العجوز تنادي عليها لتنقذها،
حتى خفت صوتها رويدًا
وتحول في أذنِ (بُمبة)
لصدى مرعب بعيد،
وأثناء جريها التوى كاحلها فوقعت أرضًا،
وعندما رفعت رأسها وجدت نفسها جالسةً على الأرجوحة ولكنها كانت نائمة،
قفزت تجري إلى المنزل،
حينما رأتها أمها تعجبت،
فدخلت إليها بكوبٍ من الشيكولاتة وقطعٍ من الكيك كعادتها،
رفضت(بُمبة) وطلبت من أمها أن تساعدها لتبدأ حمية مناسبة،
فرحت الأم واصطحبتها لطبيب فقرر لها مايُناسبها من أطعمة والتزمت بمبة بذلك،
وبعد عام كانت تجلس الرشيقة
(بُمبة) على الأرجوحة وبيديها طبق يحتوي على الخس والجزر وفجأة ظهر الأرنب الوردي وقال لها:
الآن سأُغادرك وأنا مطمئن عليك وهم ليبتعد فنادته(بُمبة)
وقدمت له جزرة،
ضحك الأرنب وأخذها واختفى بين الشُجيرات وهو يلوح (لبُمبة)
ويقول لها اعتني بنفسك ياجميلة،
وعاد إلى (بُمبة) كل أصدقائها وأصبحت بعد تخلصها من السمنة أفضل وأجمل كثيرًا
ونَسِىَ الجميع اسم (بُمبة)
وأصبح الجميع يدعونها (جميلة).....
نجوي حسيب
مصر🇪🇬
تعليقات
إرسال تعليق