كي لا نشوه الصورة
قصة ~ كي لا نشوه الصورة
الكاتب ~ د . نبراس سالم ~ يكتب...
~~~~~~~~~~~~~~~
كي لا نشوه الصورة
- تأكد الأوراق المرفقة بالطلب ، تتحدث و تكتب العربية بطلاقة ، لكنه سؤال قانوني ، ويجب طرحهُ عليك ، هل تحتاج إلى مترجم ؟.
- لقد ترعرعت على حب اللغة العربية ، دخلت في دورات للتحدث بها منذ صغري ، غصت في بحور الشعر بحثاً عن كنوز علي بابا ، أمنيتي أن أكون كالسندباد ، كل الرجال في نظري يجب أن يكونوا كلكامش و إنكيدو ، وكل فتاة بمحاسن شهرزاد ، ألف ليلة و ليلة هي كل ما عشته ، نعم لا أحتاج إلى مترجم .
- واجبي تحذيرك ، عليك أن تكون دقيقا في اختيار المفردات ، ليست كل الأقطار العربية تتكلم بلهجة واحدة ، الكلمة قد يتغير معناها بين بلد وآخر ، كلمة هنا شفيعة لتدخلك الجنة ، ونفسها قد تحرمك اللجوء في بلد ثانٍ ، لمعناها المختلف .
- سأحاول ، وشكراً لاهتمامك .
- ال ( كيس) التي كتبتها ، عظيمة جداً ، وحسنُ سلوكك وتصرفاتك طوال الثلاثة شهور في المخيم ، بشرى لخير وفير .
ستبلغ الثلاثين بعد أشهر ، عمر مناسب لبدأ مستقبلك هنا ، ولدت في أوربا ، ستعاني من الحر في الصيف هنا ، هههه، لا بأس كنت أمزح ، ستتأقلم على المناخ الجاف بسرعة ، وستحب ليالينا الرطبة .
حاصل على شهادة الماجستير في العمارة والتصاميم من جامعة أكسفورد ، لطيف ، العمل عند قبولك سيكون جاهزاً بالتأكيد الكل سيرغب في توظيفك .
متزوج ولك ولد وبنت ، عائلة صغيرة ، حفظكم الله .
المتطلبات ينقصها جواز سفرك ، يبدو أنك مزقته عند دخولك البلد ، وطلبك اللجوء في قسم الشرطة ، لا بأس يمكنك الآن أن تستخرج بدل فاقد من قنصلية بلادك هنا .
والآن ما سبب طلبك الجنسية العربية ، واللجوء عندنا ؟.
- أعشق الشرق والشرقيين ، كلما أتجول في رحاب جامعة أكسفورد وحدائقها البهية وبناياتها الشاهقة ، أتمنى لو كنت في المدرسة المستنصرية ، أدرس أصل البشرية من منبعها ، حتما لو كان النصيب أن أدرس في بنات هذه المدرسة ، لكان أكثر فائدة من دراستي في بلادي.
لا يمكنك تخيل فقدان الأمان في الشوارع ، أحسدكم عليه ، لن تجد هنا الجريمة والسرقة ولن تصادف مخمورا يترنح مثلما تجده في شوارعنا .
حتى السفر وبرج إيفل وبيزا المائل ، ليس بطعم الزقورة وعقرقوف والأهوار ، حلاوة النهر خوز ليست لها مثيل في أكل أوربا كلها .
كلي شوق لتجربة ما حلمت به ورسمت صورة الشرقي في ذهني ، سأفرح كثيرا لو قبلتم طلب اللجوء وتقبلونني فردا منكم .
- يرفض الطلب ويعاد إلى بلده.
د. نبراس سالم
بغداد
تعليقات
إرسال تعليق