مذكرات سوداء

 قصة ~ مذكرات سوداء 

الكاتبة ~ فيدوح مريم نور اليقين ~ تكتب...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مذكرات سوداء 

"أخذت بتقليب أوراق مذكرتي حين كنت صغيرة فلم أجدك ضمنها يا أبي .....لا أتذكر ملامحك ولا نبرة صوتك ....لا أتذكر أحضنتني يوما ما أو أنك استكثرت علي ذلك ؟! .... لا أتذكر  هل أحضرت لي هدايا وحلويات في عيد ميلادي أم أنك نسيته  كما نسيتني الآن .....لا أتذكر يا أبي هل ناديتك بأبتي و جريت نحوك عندما عدت من عمل لا أتذكر أيا من هذا......استقبلت الدنيا غريبة ولا زلت غريية ضمنها ....ربما ما أتذكره حقا أن والدتي منحتني طاقتها لأخرج للحياة  لأني كنت خائفة من أن أعيش هذا الواقع ....بأن أقابل حقيقتك المزيفة ....ماتت أمي وبكائي حينها كان حزنا على وفاتها ..... لم تتقبل فكرة أن تضمني  بين أحضانك بأن تعوضني حنان الأم  أو على الأقل أن أرى فيك  مسؤولية الأب ...أخذتني خالتي وربتني أما عنك فقد طويت صفحتي   وكأني لم أكن ما آلمني حقا هو أنك منحتني لقبك كان مثل اللعنة التي سَودَت حياتي ......ربما أردت أن تحاسبني على موت أمي ولكن ليس لي ذنب فيما حدث .... أتعلم أخبرتني خالتي:" أن أول  ما نطقت به  كان "بابا"  عاقبت نفسي  لسنوات على ما قلته ......أ أخبرك أمرا  حينما انضممت لمقاعد الدراسة كنت أتجاوز كلمة الأب وأكمل القراءة وكأنها لم تكن فكيف أقرأ شيئا لم أكسبه في هاته الحياة رغم أنه من حقي .....وها أنا اليوم مقبلة على الزواج وكان أول ما حرصت عليه أن أختار زوجا لا يشبهك ....أن أختار شخصا مسؤولا قبل كل شيء .....ها أنا سأتزوج اليوم وأنت غير موجود لتعانق يدي وتمشي مفتخرا بابنتك أمام الحضور ....تزوجت رجلا أدرك بأنه سيضحي بحياته لأجل أولاده .....الأمر  أصبح عاديا بالنسبة لي فقد تماشيت مع الظروف و تمكنت من سد مكانك  .....ها أنا اليوم أخط أول وآخر  ورقة في  مذكرتي عنك .....لكن أتعلم أتمنى أن تكون بخير أين ما كنت .... "

من مذكرات فتاة تخلى عنها والدها   

فيدوح مريم نور اليقين 

الجزائر 🇩🇿