مراهِقة
قصة ~ مراهِقة
الكاتبة ~ هبا طرابلسية ~ تكتب...
~~~~~~~~~~~~~~~~
****مراهِقة****
لم أكن يوماً شقيّة ولا عاصيةً ولا متمردة.
أردتُ فقط أن أكون كقريناتي على حريتي.
أرتدي من الثياب ما يظهر جمالي ومفاتني.
أسرح شعري وأسدله على كتفيّ فالضفيرة لم تعد تناسبني.
متى ستعلم أمي أني أصبحت كبيرة ولم أعد تلك الطفلة الصغيرة.
ستسخر مني صديقاتي إن رأينني أتناول سندويشات الزعتر التي تعدها لي أمي كلّ صباح.
أيعقل أن أتناولها كالصغار وقد أصبحت في الإعدادية؟
وذلك (البيدون) البلاستيكي المملوء بالماء كالبلهاء سأحمله..؟
هي لا تعي أنّ ثمّة شيء اسمه مطريّة أنيقة بزخرفاتٍ جميلة تحفظ الحرارة والبرودة تروي عطش صديقاتي.
أكثر ماكان يثير غضبي دعاؤها لي بالهداية...!
لست مجنونة ولا معتوهة، كل هذا الرّجاء والتوسل لله ليلاً في صلاتها بأن يهديني ويبعد عني رفقاء السوء فقط لأني أجاهد لأمارس شغفي وشغبي ومراهقتي
دون التكبيل بتلك العادات والتقاليد الباليّة.
لم أعد أطيق ذلك الكم من التوجيهات والملاحظات والتنبيهات( أوووف) متى سأتزوج لأعيش على راحتي.
لم أنهِ المرحلة الثانوية، كان الأمر وتزوجت.
فرحتي بفستاني الأبيض تفوق فرحة سندريلا بأميرها.
وأمي تكللني بالرضا و ترشقني بالدعاء ودموعها تبلل وجنتيها.
لم أفهم ولم أعِ أن كلّ الذي كنت أتذمر منه هو لصالحي وأن دعاء أمي لي هو محبة كبيرة وحرصها وتوجيهاتها كانت مخافةً على مستقبلي.
إلا بعد أن أصبحت أمّاً لبنتٍ لم تدرك بعد وتعي محبتي ومخافتي.
هبا_طرابلسية_سوريا
تعليقات
إرسال تعليق