لست أنا..



 قصة ~ لست أنا..

الكاتبة ~ عايدة ناشد باسيلي ~ تكتيدب...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لست أنا...


    حدقت في عينيه بنظراتها الجريئة، وفوق شفتيها نصف ابتسامة ساحرة، مدت يدها لتقفل عنه آخر أزرار قميصه، وقالت له بصوت خافت:

غدا حبيبي في الموعد نفسه سأكون هنا، سأشتاقك كثيرا.

    رد عليها بصوت حاد:

لا.. لا تأتي حتى أتصل بك

     أبعد يدها عن صدره واستدار عنها متجها ناحية الكومودينو يمد يده إلى علبة السجائر، سحب منها سيجارة، وتساءل بصوت مسموع:

أين الولاعة؟

    أشارت بيدها ملوحة إلى الجهة الأخرى من السرير، وقالت:

هناك، فوق الكومودينو الآخر

    بحركة سريعة شدت حقيبة يدها من فوق المقعد، علقتها من حزامها فوق كتفها، بخطوات سريعة اتجهت نحو باب الحجرة، مدت يدها نحو المقبض لتفتحه، تركته فجأة، واستدارت واضعة يدها على خصرها، رأته يجلس فوق المقعد الكبير، في منتصف الغرفة، ظهره مسنود إلى الوراء، ورجلاه ممدودتان أمامه في وضع يدل على استمتاعه بالراحة، يتابع البرنامج الفكاهي في التلفاز، كانت سيجارته المشتعلة معلقة في فمه، ينبعث منها خيط من الدخان الرمادي، أطبقت شفتيها تكتم غيظها، ثم قالت له بصوت أظهر مدى عصبيتها:

أأنت ذاهب لزيارتها غدا؟

    لم يلتفت إليها، وهو يومئ برأسه مرتين، نظرت إلى الصورة المعلقة فوق التلفاز، وقالت:

لا تكرر خطأ الزيارة السابقة، لا تنس مفتاح المقبرة. 

عايدة ناشد باسيلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع